لقد صار المسيح إنسانًا دون أن يعني هذا أن الله تحول إلى إنسان، ولا أن المسيح كان هنا على الأرض مجرد إنسان، لا أكثر ولا أقل. فلقد بقيَ في لاهوته كما هو من الأزل وإلى الأبد. لكنه اتخذ بالإضافة إلى ذلك جسدًا وشاركنا في البشرية، ما خلا الخطية. وهذه الحقيقة: أعني اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص واحد، وردت حتى في أسفار التوراة التي بين أيدي اليهود، فيقول النبي: «لأنه يولد لنا ولد (مُشيرًا إلى ناسوت المسيح). ونُعطى ابنًا (مُشيرًا إلى لاهوته)، ويُدعى اسمه عجيبًا، مُشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام» ( إش 9: 6 ). ويقول أيضًا: «أما أنتِ يا بيت لحم .. وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنكِ يخرج لي (هنا يشير إلى ناسوت المسيح) الذي ... مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل (إشارة إلى لاهوته)» ( مي 5: 2 ).