رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المؤمن والرحمة أما المتوكل على الرب فالرحمة تُحيط به ( مز 32: 10 ) الرحمة هي شعور بالشفقة نحو شخص في حالة سيئة مع رغبة ومحاولة لإنقاذه. لهذا تُذكر الرحمة في مَثَل السامري الصالح «الذي صنع معه الرحمة» ( لو 10: 37 ). ولقد كانت الرحمة هي أول ما قابلنا الله به ونحن خطاة، ثم أنها أيضًا مُلازمة لنا حتى النهاية. فإذا نظر المؤمن إلى الوراء، يستطيع أن يقول: «إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي» ( مز 23: 6 ). وإذا نظر إلى الأمام يقول: «إلهي رحمته تتقدمني» ( مز 59: 10 )، بل إنها مُحيطة بنا من كل جانب «أما المتوكل على الرب فالرحمة تُحيط به» ( مز 32: 10 ). وهي مُلازمة للمؤمنين طول الطريق «رحمة الله هي كل يوم» ( مز 52: 1 )، لكننا نتمتع بها بصفة خاصة في ظروفنا الصعبة «إذ قلت قد زلّت قدمي، فرحمتك يا رب تعضدني» ( مز 94: 18 ). ولهذا «نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ... عونًا في حينه» ( عب 4: 16 )، وفوق هذا كله، بوسع المؤمن أن ينظر إلى أعلى وينتظر الرحمة الأخيرة النهائية عند مجيء المسيح «منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية» (يه21). المسيحي إذًا هو شخص مغمور برحمة الله، وينتظر الله منه أن يُظهر الرحمة للآخرين، كقول المسيح «كان ينبغي أنك أنت أيضًا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا» ( مت 18: 33 )، وقوله أيضًا «اذهب أنت أيضًا واصنع (الرحمة) هكذا» ( لو 10: 37 ). نعم، فإن «من آمن (بالمسيح) .... تجري من بطنه أنهار ماء حي» ( يو 7: 38 ). فالمؤمن وقد رُحم ينظر بالرحمة إلى مَنْ حوله. يوضح يهوذا في رسالته أن المؤمن يقف بين رحمة نالها (ع2)، ورحمة ينتظرها (ع21)، ولهذا فإنه يجب أن يُظهر الرحمة للآخرين (ع22). فليست المسيحية مجرد طقوس وفرائض يؤديها الإنسان، بل حياة مختلفة، أحد خصائصها الرحمة. لقد وبّخ المسيح، أكثر من مرة، الفريسيين الذين كان تدّينهم بعيدًا عن حياتهم، مقتبسًا كلمات هوشع «إني أريد رحمة لا ذبيحة». في متى9: 13 ربطها مع حاجة الروح والنفس، وفي متى12: 7 ربطها مع حاجة الجسد، وكأن الرب يريدنا أن نهتم بحاجة النفوس للخلاص «ارحموا البعض مميزين» (يه22) وكذلك حاجة الأجساد للطعام والكساء «المُعطي فبسخاء ... الراحم فبسرور» ( رو 12: 8 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|