رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرَبَوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ [7]. لاحظ القديس جيروم أن المرتل لم يقل "عن يسارك"، بل "عن جانبك"، وأن الساقطين عن جانبه ألف، بينما الساقطون عن اليمين ربوات (عشرات الألوف). فمن ناحية ليس للمؤمن يسار، لأنه يستخدم اليسار كأنه يمين، وكأن المؤمن له جانبان وكلاهما مقدسان، أي على اليمين، وليس عن اليسار. ومن جانب آخر فإن عدو الخير يحارب المؤمنين بالأكثر من الجانب الأيسر، الشهوات الشريرة. * طبيعيًا عندما يعين اليمين دون اليسار، فإن كلمة "جانب" تحل محل "اليسار". بالتأكيد ليس بالحق للإنسان البار يسار. "من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر أيضًا" (مت 5: 39) كما ينصحنا الرب. لاحظ أنه لم يقل "الأيسر أيضًا"، لأن ما يُقدم ليس الخد الأيسر بل خد أيمن آخر. سأوضح بوضوحٍ شديدٍ القول بأن البار له خدان من الجانب الأيمن. كمثال أهود الذي ورد في سفر القضاة قيل عنه أنه له يدان من الجانب الأيمن، لأنه بار وقتل الملك السمين الغبي. "يسقط عن يمينك" (مز 91: 7) يوجد كثيرون جدًا يتربصون منتظرين عن يمينك، وليس كثيرون يخططون ضد الشمال. يسقط ألف عن جانبنا وربوات عن يميننا. حيث توجد معارك أعظم تكون النصرة بالطبع أعظم. قليلون يتربصون ويهاجمون عن جانبنا، وكثيرون عن يميننا. * "يسقط عن جانبك ألف، وربوات عن يمينك"... لم يقل المرتل "عن يسارك" لأن الإنسان البار ليس له يسار. لذلك جاء في الإنجيل: "من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا" (مت 5: 39). لم يقل الرب: "حول له الأيسر"، لأنه بالحق الخراف ستقف على الجانب اليمين، والجداء على اليسار (مت 25: 33)... جانب البار، يشير على الضعف الجسدي؛ والجانب الأيمن يشير إلى كمال النفس. بالآم الجسد والأصوام والعفة، يسقط ألف. وأما الجانب الأيمن حيث حرية الروح وتعليم النقاوة والقداسة يسقط أعداد ضخمة من العدو. "إليك لا يقترب" بمعنى أنهم يهلكون قبل أن يقتربوا إليك. * بالنسبة لنا نحن البشر الحياة سباق؛ نحن نصارع هنا، ونكلل في وضع آخر. لا يمكن لإنسانٍ أن ينزع الخوف بينما الحيات والعقارب تهاجم سبيله من كل جانب. يقول الرب: "لأنه قد روى في السماوات سيفي" (إش 34: 5)، فهل تتوقع أن تجد سلامًا على الأرض؟ لا، لأن الأرض تنبت شوكًا وحسكًا فقط، وترابها هو طعام للحية (تك 3: 14، 18). "فإن مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحمٍ، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 6: 12). نحن نطوَّق بجنود الأعداء من كل جانب. الجسد الضعيف قريبًا يصير رمادًا، واحد مقابل كثيرين. إنه يحارب ضد خصومات رهيبة. لم يُحل (الجسد)، لم يأتِ بعد رئيس العالم، ولا يجد فيه خطية (يو 14: 30)، إلى الآن لا تصغون إلى كلمات النبي وأنتم في أمان: "لا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطير في النهار..." (مز 91: 5-7). عندما يضايقك جنود العدو، عندما يصير مزاجك مصابًا بحمى، وعندما تثور أهواؤك، عندما تقول: "ماذا أفعل؟" عندئذ تجيبك كلمات إليشع: "لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم" (2 مل 6: 16). إنه يصلي: "يا رب افتح عينيه فيبصر". وعندما تنفتح عيناك ترى مركبة نارية مثل مركبة إيليا تنتظرك لتحملك إلى السماء (2 مل 2: 11). عندئذ تغني بفرح: "انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين، الفخ انكسر ونحن انفلتنا" (مز 124: 7). القديس جيروم * بقوله ربوات تحارب عن اليمين، وألوف من الجانب الأيسر، يعني أن الأعمال اليمينية المرضية لله يحاربها جمع من القوات المضادة من اليسار. وقال القديس ايسيشيوس إن كثيرين يهلكون من أمور تظنون أنها يمنى ومرضية، لأنهم يتحاججون بحقوقٍ، ويسقطون في ورطة للهلاك، لكن الذين يستعينون بالله يرون الانتقام منهم، وأما إليهم فلا يقتربون. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|