راعينا الصالح
أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف
( يو 10: 11 )
لقد كان الرعاة منذ القديم يهتمون بالقطيع، يهدونه إلى المراعي والمياه، ويحمونه من الوحوش الضارية. يعتنون بالضعيف والمجروح بسبب الحيوانات المفترسة، ويتأكدون من أنها تتمتع بالراحة الكافية. ونحن نعرف الكثير عن عمل الراعي من مزمور23، حزقيال34، يوحنا10.
لقد عرف داود منذ صباه أن الله يقوم بدور ومهام الراعي. وهذا يتضح في مزمور23 الذي يبدأه بهذه الاستعارة «الرب راعيَّ». لقد أدرك داود أن الله يسدد احتياجاته ( مز 23: 1 )، من الراحة والانتعاش، والإعالة (ع2، 3)، فليس عليه أن يخاف أو يضطرب لأن الله يرشده ويحفظ حياته (ع3، 4). وفي الحقيقة كان الله دائمًا على استعداد لمعاونته في كل الظروف؛ إذ يسجل «أنت معي»، تمامًا كما كان الحال مع يعقوب قديمًا ـ الذي كان راعيًا بدورهِ ـ عندما قال: «الله الذي رعاني منذ وجودي» ( تك 48: 15 ).
ولقد تكرر هذا التشبيه في العهد الجديد حينما قال الرب: «أنا هو الراعي الصالح». من هنا يشبَّه المؤمنون بالخراف. وهذا يعني أن الرب يعرف كل شيء عنا ( يو 10: 3 ، 14، 27). يرشدنا (ع4)، يُطعمنا (ع9)، يحمينا ويحفظنا (ع28)، يضع حياته لأجلنا (ع11، 15)، يعطينا حياةً فائضة (ع10)، حياة أبدية لا تُفقَد أبدًا (ع28، 29). يستطيع المؤمن أن يردد ما يقوله داود «الرب راعيَّ». ونحن نعلم أن الرب دائمًا مستعد لأن يعيننا كيفما تكون الأمور معنا لأننا «شعب مرعَاه وغنم يده» ( مز 95: 7 ).
قال الرب لتلاميذه: «ها أنا معكم كل الأيام» ( مت 28: 20 )، وقال لبولس الذي كان يواجه مقاومة في كورنثوس: «لا تخف... لأني أنا معك» ( أع 18: 9 ، 10)، وبدوره ذكَّر الرسول الكورنثيين «أم لستم تعرفون أنفسكم، أن يسوع المسيح هو فيكم؟» ( 2كو 13: 5 ). ولقد وعدنا الرب أنه لن يتركنا أو يهملنا ( عب 13: 5 ). ونحن ندرك أنه قريب منا إذ نخضع لله ونقاوم إبليس ( يع 4: 7 ، 8). وفي الواقع ليس هناك شيء يفصلنا عن محبة المسيح ( رو 8: 35 - 39). في أوقات الانزعاج والاضطراب، جيد ألا ننسى أن الرب قريب منا ويعتني بنا. فنحن لسنا بحاجة لأن نطلب منه أن يكون معنا، إذ إنه كذلك. إنه راعينا وهذا يكفينا.