والفكر عينه، إذا خطر ببالك، تقاومه وتدحضه بتذكير نفسك أنّك تراب ورماد، بردّ المجد لله. وقد يلحّ الفكر عليك فتلحّ أنت في التواضع بإزاء ربّك. دودةٌ أنا لا إنسان. تسترحم حتى على الفكر إذا راودك وكأنّك اقترفت فعلةَ شناعة. تحسب أنّ الفكر النجس ما كان ليراودك لو كنت على نقاوة. تأبى إلاّ أن تبقى وتراً مشدوداً حتى يعطيك العليّ نصرة لا على خطاياك فقط بل على أوهانك التي لولاها ما كنت لتهتز لكل فكر ناشز غريب. فقط حين تبلغ اللاهوى وتصبح كل أفكار الهوى فيك كأنّها السِقْط ترتاح نفسك.