بدأت آثار الإنهيار الإقتصادى فى مصر تظهر بشكل ملحوظ ، وكان سببه جشع الولاه والخلفاء المسلمين فى الأخذ بدون عطاء ، أخذوا ثروات مصر التى حافظ عليها الإحتلال البيزنطى وهذا الإهمال العربى أدى الى ظهور المجاعات والأوبئه والقحط ، فلم يطهر العرب ترعه ولم يحفروا مجرى مائيا جديدا ، حتى الترع الموجوده ردمت على مر السنين من طمى الذى يحمله النيل كل سنه0 وإذا جاء النيل منخفضا لا يرتفع الى مستوى هذه القنوات ، فيشح الماء وتقل الزراعه ، ويعقبه مجاعه قاسيه ، ولسبب المجاعات ضعف المصريون الأقباط وراحت منهم الثروه وصار الفقراء يموتون من ضعف قواهم ، وصار الجنود المسلمون يقتلونهم لعدم وجود الغذاء اللازم لإعالتهم ، ومن الأمور المحزنه أنه أراد أحد الولاه المسلمين فى هذا العصر تطهير الترع فجمع بالإرهاب عددا كبيرا من الأقباط ولم يجهز لهم قوتا لمده يوم فماتوا من الجوع وتركهم فى العراء بدون دفن جثثهم فأوجد هذا الأمر وباء وإنتشر أيضا الطاعون فزاد البلاد شقاء (تاريخ الأمه القبطيه ا0ب0تاتشرص215)
صرف البابا يوحنا كل ما عنده من أموال فى إطعام الجياع وسد حاجات البائسين وكلف تلميذه مرقس أن يخدم كل محتاج وكان يتكلم مع الأغنياء لمساعده المحتاجين حتى يشفق الرب ويرفع الغلاء والقحط ، وحدث أن جرجس أسقف مصر تنيح فذكت رعيته ورشحت مرقس السابق ذكره ليكون أسقفهم فشدد عليه بقبول رتبه القسوسيه حتى يستطيع رسمه أسقفا ، ولكنه طلب ان يعفيه من هذه الخدمه التى لا يستطيع حملها فلم يقبل البابا أعذاره ففر مرقس وإضطر مرقس أن يرسم قسا إسمه ميخائيل أسقفا على مصر، فتضايق البابا من مرقس وأرسل الى شيخ قديس بالبرلس إسمه جرجس أخبره فيه ما فعله مرقس وعدم طاعته فأرسل إليه الشيخ جرجس قائل: " ان عدم قبوله الإسقفيه من الله لإن الله إختاره ليصبح بطريركا بعدك0" فطلب البابا من مرقس أن يرجع الى مكانه ورفع شأنه