القديس بولس
+ ولنتمعّن هذا الأسير وهو وسط العاصفة، وبين قوم تملكهم الذعر بما فيهم البحّارة أنفسهم. فهو مع هذا كله قد وجد وقتًا للصلاة! وقتًا يتناجى فيه مع ربه الذي أعطاه الأمان والطمأنينة. ولنتمعّن هذه الصورة: بولس واقفًا وسط هذا الجمع اليائس المضطرب يقول لهم: "ثقوا وافرحوا" وهذه هي الكلمات التي رددها لنا فادينا الحبيب مرارًا وتكرارًا فليس كل مسيحي مدعّوًا إلى الكرازة ولكن كل مسيحي -وبلا استثناء- مدعو لتشجيع الآخرين: مدعو من الفادي الحبيب إلى إدخال الطمأنينة والعزاء على القلوب القلقة.
+ ثم لنتمعّن فورية الاستجابة عند أولئك الذين قوّاهم. فمن المعروف أن البحارة، في وقت الخطر، هم أكثر الناس استعدادًا لأن يؤمنوا بالتدخل الذي يأتيهم من العالم غير المنظور. وهم يدركون أن هذا الرجل على صلة بالله. لذلك يأكلون ويشربون وتهدأ أعصابهم.