أعزائي، قد نواجه نفس المشاعر بصورة أو بأخرى ولا أحد مننا ينكر صعوبة وقسوة تلك المشاعر على النفس البشرية، لكن دعوني أوجه النظر إلى سيدنا ومخلصنا الرب يسوع المسيح الذي كان «لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ. مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ» (إشعياء٥٣: ٢-٣). لقد رُفض من أقرب الأقرباء «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يوحنا١: ١١). لكن هذا المرفوض والمحتقر سيأتي يومًا وذا قريب عندها سيُرد له اعتباره ويُكرم من الجميع «لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيلبي٢: ١٠-١١). لذا يا أحبائي، دعونا نثبت النظر على مسيحنا الذي ينظر إلى مسكنة المسكين والذي لا معين له.