رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احْفَظْ نَفْسِي لأَنِّي تَقِيٌّ. يَا إِلَهِي خَلِّصْ أَنْتَ عَبْدَكَ الْمُتَّكِلَ عَلَيْكَ [2]. الكلمة المترجمة هنا "احفظ" تستخدم أحيانًا كتعبير حربي عن الحراسة والدفاع والحماية. فالمرتل يشعر دومًا بالحاجة إلى حماية الله له: "احفظني يا الله، لأني عليك توكلت" (مز 16: 1). إنه في حاجة إلى حماية إلهية لحياته المهددة بالدمار، ولنفسه الخالدة حتى لا تفقد مجدها الأبدي. بقوله "لأني تقي" أو لأني مقدس، لا يعني أنه يبرر نفسه أمام الله، لكنه يدافع عن نفسه، حيث يتهمه من هم حوله بالشر بسبب ما يلحق به من متاعبٍ وتجاربٍ وضيقاتٍ. هذا ما حدث مع داود النبي كما مع غيره مثل أيوب البار القديسين بطرس وبولس ويوحنا وغيرهم: "عزيز في عيني الرب موت أتقيائه" (مز 116: 15). "تمسكت ببرَّي ولا أرخيه، قلبي لا يعير يومًا من أيامي" (أي 27: 6). "نعم يا رب أنت تعلم إني أحبك" (يو 21: 16). "ألست أنا رسولًا؟! ألست أنا حرًا؟! أما رأيت يسوع المسيح ربنا؟! ألستم أنتم عملي في الرب؟!" (1 كو 9: 1). يحلو للمرتل أن يدعو نفسه عبدًا لله، مكررًا هذه التسمية في نفس المزمور، فإن من ذاق التحرر من عبودية الخطية يشعر بعذوبة العبودية لله، التي تهب النفس نوعًا من الحرية وفرحًا وسلامًا. مع دعوة نفسه أنه تقي لا يعتد بتقواه، بل يتكل على نعمة الله، إذ يصرخ: "يا إلهي خلص أنت عبدك المتكل عليك". يرى القديس أغسطينوس أن المتحدث هنا السيد المسيح الذي وحده قدوس (تقي) بلا خطية. وإذ نلبس المسيح (غل 3: 27)، يحق لنا ككنيسة جامعة وكأعضاء فيها أن نقول إننا به قديسون وأتقياء، لكن ليس من عندنا، إنما كعطية من عنده. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|