منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 05 - 2023, 04:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

مزمور 84 |  بركة السكنى في بيت الله



بركة السكنى في بيت الله

مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ [1].
كان المؤمنون في العهد القديم يشتهون ديار الرب، فكل كيانهم الداخلي والخارجي، أي قلوبهم كما أعضاء أجسادهم تتهلل ببيت الرب، حيث يشتهي المؤمن أن يسكن مع الرب أبديًا. وفي العهد الجديد، وهبنا الآب أن يقيم منّا هيكلًا لروحه القدوس مبنيًا على الصخرة (مت 7: 21-29)، أي مسيحنا صخر الدهور، فتصير أعماقنا مقدسات فائقة!
يميز القديس جيروم بين ثلاثة مساكن:

خيام (مساكن) الرب [1]،
وديار الرب (الساحات) [2]،

وأخيرًا بيت الرب [3]،

فالمؤمن يجد عذوبة أو حلاوة في خيام الرب وإن كانت مؤقتة متحركة وبلا أساسات، ثم ينتقل إلى ديار الرب التي لها أيضًا أساسات، وأخيرًا يدخل بيت الرب.
* ما أحلى مساكنك (خيامك) يا رب الجنود [1]. الطموح الوحيد لبعض الناس هو أن يقتنوا ممتلكات، وآخرون أن يغتنوا بثروة العالم، بينما آخرون يرغبون في نوال مراكز سامية في الاجتماعات، ويكونون مرموقين بين البشر. أما بالنسبة لي فلي اشتياق واحد فقط، وهو أن أرى مساكنك الأبدية. بالنسبة لي هذه هي المساكن المحبوبة حيث يحتشد فيها الطاهرون لا الفاسدون. "تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب" [2]. هذه هي شهوتي الوحيدة، هذا هو حبي الوحيد، أن أرى ديارك. لاحظوا الترتيب، أولًا يشتاق إلى الخيام (المساكن) التي بلا أساس ويمكن نقلها بسهولة. فالخيمة دومًا تتحرك، ويمكن طيّها وحملها هنا وهناك. أما الديار (الساحات) فمن الجانب الآخر، مع أنها بالتأكيد ليست بيوتًا، لكن لها نوع من الأساس، من الدار (الساحة) ندخل في البيت. مرتلنا إذن يشتاق أولًا إلى الخيمة، وبعد ذلك يشتاق جدًا مع الحب أن يرى ديارك، وإذ يكون في ديارك، يصرخ: "طوبى للساكنين في بيتك" .
* "ما أحلى مساكنك يا رب الجنود!" هذه إذن هي المخازن التي فيها تكتنز الحنطة الروحية. "اصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم حتى يقبلوكم في المساكن الأبدية" (راجع لو 16: 9). "ما أحلى مساكنك يا رب الجنود!"... خلالها يحول الإنسان إقامته من الأرض إلى السماء! القديس جيروم

* هذا القول من قبل الأسرى الذين كانوا في بابل، إذ كانوا مشتاقين إلى الرجوع إلى أورشليم حيث كان هيكلهم. وأما الأصح فهو كأنه صادر من قبل الذين آمنوا بالمسيح وهم يشتاقون إلى الكنائس والهياكل الموجودة في بلاد المسكونة قاطبة التي هي ديار الرب ومذابحه، يشتاقون إليها بالقلب والجسم مبتهجين.
الأب أنثيموس الأورشليمي



تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ.
قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ [2].
أينما وجد الإنسان غالبًا ما يعاني من الصراع بين اشتياقات الجسد واشتياقات الروح؛ يشعر كأن معركة قد ثارت في أعماقه بين شهوات الاثنين. أما إذا دخل الإنسان إلى بيت الرب تحت مظلة روحه القدوس، فتتحول المعركة إلى انسجام رائع. ترتوي النفس من ينابيع حب الله، ويتهلل الجسد بكل كيانه.
* مثمران وسعيدان هما العقل والقلب اللذان يمتلئان نهارًا وليلًا بالشوق نحو مسكن الرب! عندما يحل الموت بالخاطي لا يكون فكره مشغولًا بهذا المسكن، بل بالعقوبات. إنه لا يتأمل في ملكوت السماوات، وإنما في رعب لهيب جهنم...
انظروا مدى الحب والشوق اللذين ينخسان نفس القديس بالشوق نحو ديار الرب.
ممتاز هو قول المرتل: إني أتأمل في المدخل، أما ما هو في الداخل فلست أعرفه.
"قلبي ولحمي يهتفان بالله الحي..." ها أنتم تلاحظون أن النفس والجسم يشتركان معًا في الشوق نحو ملكوت السماوات. لو كان بالحق الجسم ينحل وينتهي في أهواء ولا يقوم ثانية كما يظن الهراطقة، فكيف يمكن لجسم النبي أن يشتاق إلى ملكوت السماوات؟
"قلبي ولحمي" إذ يتألمان ويتعبان بالتساوي، فإنهما على قدم المساواة ينتظران المكافأة.
إن كان جهادهما مشتركًا، فلماذا لا تكون مكافأتهما مشتركة؟ أتوسل إليكم أن تنصتوا باجتهاد لما سأقوله. الجسم في العالم الحاضر يتعب أكثر من النفس، فإن النفس تأمر والجسم يخدم. تعب الخادم شيء ومباهج الآمر شيء آخر. النفس تتوق إلى الرب!
الجسد يصوم، إنه الجسم هو الذي يرقد على الأرض في البرد، وهو السجين، وهو الذي يُجلد عند الاستشهاد، ويُذبح، ويُشتم، ويُعامل بعنفٍ. والنفس أيضًا تتألم، لكن الألم لا يصل إليها إلا من خلال الجسم.
* "قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحيّ" [2] يصعب على جسم إنسان ونفسه أن يكونا في انسجام كامل. إنه بالحقيقة كما يقول الرسول أن الروح تقاوم الجسد، والجسد يقاوم الروح (غل 5: 17)، فماذا تعني الكلمات: "قلبي وجسدي يهتفان"؟ هذه الصلاة تصدر فقط من ذاك الذي نفسه ثابتة بالكامل في حب الله... إنه ذات الفكر الذي يعبِّر عنه مزمور آخر: "عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي" (مز 63: 3). هذا هو الجسد الذي يشتاق إلى الرب، الذي كتب عنه في موضع آخر: "كل البشر يرون خلاص الله" (انظر لو 3: 6). أما الجسد الذي يقول عنه الكتاب: "كل بشر هو عشب" (إش 40: 6) فإنه لا يشتهي الرب .
القديس جيروم

* لأني سأدخل موضعَ الخيمة العجيبة، إلى بيت الله، بصوت الفرح والحمد، بصوت جمعٍ معيَّد واحد" (مز 42 :4). بكى (داود) بحق لأنه كان يسكن الأرض، بينما المظال السماوية تنتظره، حيث يدخل في الوقت المناسب إلى قدس القدير (قابل مز 84 :2، 3، 10)، وفي الحقيقة، فقد فضل وآثر ذلك الموضوع على كل ثروةِ مملكته، كما شهد هو قائلًا في نصٍ آخر: "واحدةً سألتُ من الرب، وإياها التمس أن أسكن في بيت الرب كلَ أيام حياتي، لكي أنظر إلى فرحِ الرب" (مز 27 : 4) وفرحُ الربِ في الكنيسة.
الكنيسة أيقونة السماويات وبعد أن يزول الظل حقًا، تظهر الأيقونة جلَّيةً (قابل عب 10 :1؛ كو 2 :17). والظل هو المجمع اليهودي. وفي الظل الناموس، لكن في الإنجيل الحق. لهذا فإن أيقونةَ الحق تسطع في نور الإنجيل، لهذا بكى المرتل بسبب تأجيل الخيرات التي امتلأت حتى الحافة كاملةً بالنعمة والفرح .
القديس أمبروسيوس





اَلْعُصْفُورُ أَيْضًا وَجَدَ بَيْتًا،
وَالسُّنُونَةُ عُشًّا لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا،
مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ مَلِكِي وَإِلَهِي [3].
لتطر نفسنا إلى بيت الرب، وتستقر أعماقنا في الأحضان الإلهية، وتلتهب قلوبنا بالحنين إلى البيت السماوي.
* يتحدث المرتل هنا مجازيًا: الطيور حرة، تطير في الجو كيفا تريد، ومع هذا تتذكر أعشاشها، وترجع إليها. لذلك إن كانت العصافير تطلب أعشاشها، فلماذا لا تطلب النفس البشرية مسكنها الذي أُعد لها بالرب؟
"مذابحك يا رب الجنود"... في الرؤيا شاهد يوحنا مذبح الرب الذي تحته نفوس الصديقين (رؤ 6: 9)... إنها تحت مذبح الله، لأنها قُدمت قربانًا في الاستشهاد من أجل المسيح، ذبيحة الرب المخلص استحقت أن تكون في السماء تحت المذبح.
* "العصفور أيضًا وجد بيتًا، والسنونة عشًا لنفسها حيث تضع أفراخها" [3]... أشتاق إلى موضعٍ للسكنى، إلى عشٍ لنفسي وجسمي. الطيور التي تطير هنا وهناك دون عائق، بعد طيرانها تجد موضعًا وعشًا لتستريح فيه، فكم بالأكثر لجسمي ونفسي أن يدبرا لهما موضع راحة!
* كما أن الطيور الطاهرة - كالعصفور والحمامة - تبني عششها في الأماكن العالية، هكذا فإن الخيام والساحات والبيوت (التي للرب) لا توجد على أرضٍ سفلية، وإنما في العلا في ملكوت السماوات .
القديس جيروم

* إننا نحن الذين من الأمم قبل تجسدك يا رب فكنا ضالين مثل عصفور لا عش له، كذلك كان معلمونا ذوو الألباب الحسنة. لكن الآن قد وجدنا مساكنك المحبوبة والجميلة، واتخذناها عشًا لنضع فيها أفراخنا، أي تلاميذنا الذين يفتحون أفواههم لكي يقتاتون من لذيذ خطاب أقوالك، يتناولون ذلك من المعلمين الذين هم نسور تقدمه إلى أفراخها، أي إلى تلاميذهم.
الأب أنثيموس الأورشليمي



طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ،
أَبَدًا يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ [4].
ليس لنا من عمل في كنيسة الله مثل مشاركة السمائيين تسابيحهم الأبدية.
* "طوبى للساكنين في بيتك"، أي في الكنيسة، سواء الكنيسة الحاضرة، أو كنيسة الأبكار (عب 12: 23). "أبدًا يسبحونك". لاحظوا عمل الشهداء في السماء وعمل الملائكة. ما يفعلونه في السماء نقتدي به نحن على الأرض. عندما نُدعى للتسبيح بالمزامير ونتراخي في خدمتنا نستخف بتمجيدات الله.
* لاحظوا ماذا يقول المزمور بعد ذلك: "طوبى للساكنين في بيتك". إننا لا نقيم في خيام بل نرحل. وفي الساحات مهما طالت مدة بقائنا فيها، فإننا لا نبقى ساكنين فيها، وإنما نكون رُحَّل، نرحل من الساحة إلى البيت. عندما نأتي إلى البيت، ماذا يقول المرتل: "طوبى للساكنين في بيتك". البيت الذي له أساس، فإننا لا نرحل من ذاك البيت، وإن كنا نرحل من الساحة .
القديس جيروم

* لكي عندما تنتهي هذه الحياة لا نبحث لا عن الخبز الذي نجوع إليه، ولا نأخذ الأسرار المقدسة من على المذبح، لأننا سنكون هناك مع المسيح الذي نأخذ جسده الآن. ولا تحتاجون إلى الحديث إليكم بالكلمات التي أحدثكم بها الآن، ولا يُقرأ الكتاب المقدس عندما نرى ذاك الذي هو نفسه كلمة الله، الذي به صُنعت كل الأشياء، وبه تتغذى الملائكة، وبه تستضيء الملائكة، وبه تصير الملائكة حكماء دون حاجة للمناقشات المستمرة، بل يشربون من الكلمة الوحيد، ممتلئين من ذلك الذي به ينفجرون غير منقطعين عن التسبيح. لأنه يقول المزمور: "طوبى للساكنين في بيتك، أبدًا يسبحونك" (مز 84: 4) .
القديس أغسطينوس

* يقول النبي طوبى لا للذين يتمسكون بشرائع موسى، أعني بهم الذين اختتنوا، والذين يحفظون السبوت، والذين يقربون الذبائح والمحرقات، بل الذين يواظبون على مساكن الله التي هي الكنائس المسيحية المقدسة، لأن فيها يتكلم الروح القدس بواسطة الرسل والمبشرين والكارزين والأنبياء وفيها أيضًا يوجد كل نوعٍ من الأدوية للأمراض الروحية.
الأب أنثيموس الأورشليمي


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأفضل لك السكنى مع الوحوش عن السكنى مع من كانت تصرفاتهم رديئة
مزمور 117| يشتهي الله أن يكون شعبه كله بركة
وحده الله من يسمع الشكوى
مفاجأة بشأن الإيجار القديم (السكني وغير السكني)
مزمور 84 (83 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير -السكنى في بيت الرب


الساعة الآن 06:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024