الراقدون بيسوع
«الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ»
( 1تسالونيكي 4: 14 )
أمام القديسين “رجاء مبارك” هو مجيء الرب لأخذهم إليه؛ “رجاء يقيني”، ضمانته صدق وعد سَيِّدنا المجيد. لكن حين يأتي: هل أكون في الجسد؟ أم أكون خارج الجسد؟ هل أكون حيًا أم راقدًا؟ الله وحده هو الذي يعرف: هل أكون خالعًا خيمة الجسد؟ أم أكون شاغلاً تلك الخيمة؟ إن يقينية مجيء الرب تنزع مني كل اضطراب إزاء كل هذه التساؤلات. ففي كلتا الحالتين سعادتي مضمونة، وهي سعادة تفوق كل ما تحتويه بركتنا الحاضرة، الأمر الذي يجعلنا نترك للرب – وبكل سرور – التصـرف في بيت خيمتنا الأرضي!
إن اللص الذي عملت فيه نعمة الله على الصليب، حصل من الرب على معونة إزاء نقاط ثلاث كل منها بالغ الأهمية. فهو كان قد طلب من الرب:
(1) أن يذكره
(2) عند مجيئه.
(3) في ملكوته.
وقد تنازل الرب وصحح كل ناحية من نواحي طلبته، وزاد عليها. ذلك أنه – له المجد – وعده:
(1) بأنه سيكون معه.
(2) في ذلك اليوم بعينه.
(3) في الفردوس.
وهذا هو التعليم الكامل عن السعادة التي هي من نصيب الذين يخلعون هذه الخيمة. ويُمكننا أن نربط كلام سَيِّدنا بشهادة الرسول بولس التي تُعلِّمنا أن القديس الذي ِ“يَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ، يَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبّ” ( 2كو 5: 8 )، وأن ِ“انطلاقه” ليكون مع المسيح ِ“أَفْضَلُ جِدًّا” ( في 1: 23 )، وأن ِ“الْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ” ( في 1: 21 ).
من هذا جميعه نفهم أن الروح المُنطلقة، المُتحرّرة من الجسد، تتمتع بثلاث بركات:
(1) بركة الوجود مع المسيح، وهي أفضل من أية بركة تتمتع بها على الأرض.
(2) التمتع بهذه البركة في الحال، بغير تأجيل.
(3) هذه البركة هي في حضرته مباشرة.