رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي، وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي [4]. استخدم كثير من آباء الكنيسة هذه العبارة لتأكيد لاهوت الروح القدس بكونه الخالق واهب الحياة. فإن كان الآب هو الخالق وواهب الحياة، فإن الأقانيم الثلاثة يشتركون معًا في كل عمل إلهي. هنا يتحدث مع أيوب بروح الأخوة الصادقة، فيوضح له أنه من صنع روح الله، الذي وهبه الحياة. فهو أداة في يد الله الذي خلق أيضًا أيوب ووهبه الحياة. فلا يليق بأيوب أن يخشى الحوار مع زميله في الخلقة والحياة، إذ الاثنان مدينان لروح الله بوجودهما وحياتهما. يؤكد له أن الاثنين خليقة الله، لهما ذات الطبيعة، ولها ضعفاتها التي تسللت إلى الطبيعة البشرية. * كيف أظهر (سفر) أيوب بوضوح أن الروح خالق، قائلًا: "روح الله خلقني"؟ في عبارة قصيرة أظهر أنه إلهي وخالق. إن كان الروح هو الخالق، فبالتأكيد ليس مخلوقًا، لأن الرسول يفصل الخالق عن المخلوق، قائلًا: "عبدوا المخلوق لا الخالق" (رو 25:1) .
القديس أمبروسيوس
*اشترك الروح القدس مع الابن في العمل، سواء في الخلقة أو القيامة، كما يُظهر هذا الكتاب المقدس: "بكلمة الرب صُنعت السماوات، وكل قواتها بنسمة فمه" (مز 6:33). وأيضًا: "روح الله صنعني، ونسمة القدير تعلمني" (أي 4:33). وأيضًا: "ترسل روحك فَتُخلق وتجدد وجه الأرض" (مز 30:14) .
القديس غريغوريوس النزينزي
* عندما تمتزج كلمات الجهالة مع الأقوال الحكيمة، فإنه حتى الحكمة لا تُحفظ في الذهن، لأن جهالتهم تكون موضع احتقار السامع... إنه يتكلم هنا بترتيبٍ لائقٍ بخصوص خلقته وقبوله الحياة. يقول إنه قد خُلق بواسطة الروح، وتقبل الحياة بنسمة الله. مكتوب عن آدم عند خلقته: "نفخ في وجهه نسمة حياة، وصار الإنسان نفسًا حية".