رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مبادىء تعلم لغة الإشارة تعلم لغة الإشارة للصم والبكم الأفراد الصم من المنظور الطبى أو من منظور حاسة السمع، هم الأفراد الذين يصعب عليهم إدراك الكلام من خلال السمع فقط سواء بسماعات الأذن أو بدونها. ولغة الإشارة Sign language هي لغة التعايش والحياة الخاصة داخل مجتمع الصم وهي لغة يستخدمها الصم فى اتصالهم المباشر مع المجتمع.وفى هذا المقال سوف نلقى الضوء على أسس ومبادئ هذه اللغة من كافة جوانبها. مفهوم لغة الإشارة هى عبارة عن رموز يدوية خاصة ممزوجة بتعبيرات الوجه وحركات جسدية ممثلة لبعض الكلمات والمفاهيم والأفكار التى تعتمد اعتمادًا كبيرًا على حاسة الإبصار وقوة الملاحظة وهى لغة مرئية فهي ترى ولكن ليس لها صورة تكتب بها. وهى كذلك لغة لا تحتوى على نفس المفردات ولا نفس تراكيب الجمل الموجودة فى اللغة المنطوقة.وهى لغة فريدة ترتبط بمجتمع الصم داخل كل دولة وتختلف من بلد لآخر ولكل لغة منها سماتها ومفرداتها الخاصة تبعاً لتطورها وثقافتها المحلية. وهى لغة خاصة كاللغة العربية أو أى لغة اخرى وتختلف فى قواعدها وتراكيب جملها من حيث تأثرها بالبيئة والطبيعة والعادات الاجتماعية التي تحيط بالصم. هى أيضًا لغة لها خصوصية وطنية وانسانية واجبة الاحترام من الجميع، ويجب صيانتها والحفاظ عليها من التأثيرات الأجنبية الوافدة من الخارج لفرضها على لغة الإشارة بالمجتمع المحلى. وتعتبر لغة الإشارة هي اللغة الأولى للصم فهي لغة الإتصال بين أفراد مجتمع الصم أما اللغة العربية فى هذه الحالة فتمثل اللغة الثانية لهم وهى تستخدم للقراءة والكتابة. ولا تعتبر لغة الإشارة لغة دولية بل لكل دولة لغة إشارة خاصة بأبنائها الصم؛ فلغة الإشارة تتأثر تمامًا بالبيئة الطبيعية والاجتماعية التي تحيط بمستخدمي اللغة. خصائص لغة الإشارة تشترك لغة الإشارة مع العديد من اللغات الإنسانية المنطوقة الاخرى فى العديد من الخصائص والسمات ومنها: الإبداعية: وتعنى أن النظام اللغوى يتيح إنشاء وفهم عدد غير محدود من العبارات بما فى ذلك العبارات التى لم تكن معروفة من قبل. الأطفال الصم الذين تعلموا لغتهم الأم ممثلة في لغة الإشارة يصبحون وبسرعة كبيرة قادرين على توليد وفهم عدد لا محدود من العبارات وهو ما يعرف بعملية الاكتساب اللغوي. الاستبدالية: وهى خاصية لغوية تمكنك من التحدث عن أحداث تنتمى لزمان ومكان بعيدين عن زمن ومكان موضوع الحديث والحوار نفسه، كالحديث عن الماضى أو المستقبل. التبادلية: فالمرسل فى الحديث اللغوى يمكن أن يتحول إلى مستقبل وبالعكس، فما دام المرسل والمستقبل ينتسبان نظام لغوي واحد فإن كليهما قادر على إصدار الجمل وفهمها؛ وبالتالى فهما يستطيعان تبادل الادوار. إمكانية التعلم: وهى خاصية فى اللغة تجعل من الممكن لأي إنسان من أى جنس أو سلالة أن يتعلم فى مرحلة الطفولة أى لغة، مع الوضع فى الإعتبار بالطبع ضرورة توفر السلامة الصحية وضرورة التعرض لنماذج هذه اللغة تحت ظروف بيئية ملائمة. اختلافات لغة الإشارة عن اللغات الاخرى تختلف لغة الإشارة عن اللغات الإنسانية المنطوقة الاخرى فى عدد من الخصائص والسمات ومنها: العلاقة بين اللفظ والمعنى: من الملاحظ فى اللغات المنطوقة أنه ليس ثمة علاقة طبيعية أو تمثيلية بين المفردة اللغوية وما تدل عليه، فمثلاً لفظة "جبل" لا يتشابه تكوينها اللغوى أو الصوتى مع ما تحمله من دلالة على تلك الكمية من الرمال المتراكمة التى لها قمة ولها قاعدة ولها إرتفاع، إلا أن هذه اللفظة وضعت لهذا المدلول. أما فى لغة الإشارة فإن المفردة الإشارية تستخدم فى الإشارة إلى مدلولها معتمدة على أساس الوصف أى أن حركة اليد تحمل وصفًا لمدلول الإشارة كذلك كلمة "فيل" فى اللغات المنطوقة لا نجد تشابهًا فيها بين اللفظ ومدلوله، ولا نعرف ما سبب إطلاق هذا اللفظ على ذلك المدلول. أما فى لغة الإشارة نجد التعبير عن كلمة "فيل" تحمل حركة اليد فيه وصفًا يحاكي حركة خرطوم الفيل. وهذا يعنى أن المفردات فى اللغة المنطوقة عبارة عن رموز لا تحمل المعنى بداخلها بينما المفردات فى لغة الإشارة تحمل بمكوناتها الحركية ما تدل به على المعنى، أى تحمل المعنى بداخلها وبين طباتها. التنوع فى التركيب اللغوى: فى لغة الإشارة يبدأ التركيب اللغوى الإشارى دائمًا بالمستند إليه ثم بالمستند – إن جاز لنا استخدام تلك المصطلحات – ثم تأتى موسوعات الجملة " كذكر المكان مثلا" كما إن هذا التوسع فى لغة الإشارة محدود جدًا. وربما يرجع ذلك إلى اعتماد مستقبل الإشارة على حاسة الإبصار فى التقاط المفردات الإشارية أو لدقة استخدام المفردات الإشارية أو لاستغناء لغة الإشارة عن بعض الأدوات مثل أدوات العطف والنداء وغير ذلك. كما إن التركيب الإشارى قد يحتوى على أكثر من مسند إليه وفى هذه الحالة يبدأ التركيب الإشارى بالمسند إليه الأصلى ثم الفرعى وهكذا طبقًا للعلاقة العقلية. فعندما يتحدث الصم عن الأشخاص بصفتهم وعلاقتهم بهم كالأقارب والأهل مثلاً وغير ذلك، فإن الصم أول ما يبدأون التفكير فيه هو أصل هذا الشخص. مثال: الخالة فى لغة الإشارة تبدأ بإشارة أم ثم إشارة أخت أى أخت الأم والأصل هى الأم، لذا يبدأ بها الصم فى لغتهم. العمة فى لغة الإشارة تبدأ بإشارة أب ثم إشارة أخت أى أخت الأب والأصل هو الأب لذا يبدأ به الصم فى لغتهم. أيضًا فى اللغة العربية بعض الأسماء لها الصدارة فى الجملة مثل أسماء الاستفهام أما فى لغة الإشارة فليس هناك صدارة إلا للمسند إليه ، كما إن الإستفهام فى لغة الإشارة يأتى فى نهاية الجملة. مثال: شريف بيت فين؟ ومعناها أين يقيم شريف؟ بدأ التركيب الإشارى بوصف "شريف" وهو المسند إليه، ثم وصف لإشارة "البيت" وهو المسند إلى شريف، ثم أداة الإستفهام " فين". كما نجد أن الأصم فى لغة الإشارة دائمًا ما يضع الفعل قبل نفيه، فالأصل فى الحديث اللغوى بلغة الإشارة عن الموضوع ممثلاً فى التعبير عن الفعل ثم يتركه كما هو فى حالة الإثبات أو يتبعه بأداة النفى فى حالة نفيه. كذلك نجد الجمل فى لغة الإشارة تبدأ بالأسم ولا تبدأ بالفعل، فالأصل هو الحديث عن الفاعل أو صاحب الفعل ثم مكملاته متمثلة فى المفعول به والفعل. إلا فى حالة الأمر فإنه لا بد وأن تبدأ الجملة فى لغة الإشارة بالفعل نظراً لطبيعة نوعية الفعل. أسلوب التواصل: تتسم اللغات الإنسانية المنطوقة بالتواصل من خلال أسلوبين: الأسلوب الأول والأساسى فى التواصل باللغة المنطوقة هو الإرسال بالنطق والإستقبال بالسمع. الأسلوب الثانى والثانوى فى التواصل باللغة المنطوقة هو الإرسال بالكتابة والإستقبال بالقراءة. أى أن اللغة العربية كمثال – وكغالبية اللغات المنطوقة – أسلوبين للإرسال هما النطق والكتابة وبالمثل لها أسلوبان للإستقبال هما السمع والقراءة. أما لغة الإشارة فلديها أسلوبها الخاص جدًا فى الإرسال وهو حركات الجسم بكافة عناصرة من يد بأصابعها وفم بحركات الشفاه وعين ووجه بتعبيرات ورأس وإيماءاته وجسم باتجاه لحركاته، أما الإستقبال فيتم بالعين. لذلك فإن لغة الإشارة ليست مجرد حركات تؤديها اليد بل إنها تتكون من مجموعة عناصر أساسية تتضافر لتؤدي في مجملها إلى لغة الإشارة. هذه العناصر هى:
التداخل والتشابك بين المفردات: إن هناك تداخلاً بين حركات الأيدي عند الإنتقال داخل الجملة الإشارية من مفردة لآخرى، لنجد جزءًا من اليد اليسرى. تبدأ بوضع حركى معين يمهد للدخول فى إشارة المفردة التالية بالرغم من كونها ليست حركة خاصة بإشارة المفردة التى تعبر عنها حاليًا. وهناك كذلك جزء من اليد اليسرى أنهى توًا إشارة مفردة إشارية سابقة وتظل حينًا من الوقت على وضعها السابق مع المفردة الإشارية التالية لها. رغم أنها ليست حركة خاصة بإشارة المفردة التالية وهو ما يعرف بالتداخل والتشابك بين مفردات لغة الإشارة داخل الجملة الإشارية. شمولية التعبير: إن اللغة المنطوقة لا تمثل هدفاً أو غاية فى حد ذاتها، وإنما هى وسيلة تحمل فكرة تعبر عن صورة كاملة تنقل من المرسل إلى المستقبل. ذلك هو دور اللغة والذى لا يتم دفعة واحدة بمعنى أن المرسل لا يستطيع التعبير عن المعنى كاملاً دفعة واحدة. بل يستخدم وحدات بناء اللغة (الألفاظ) التي تتجاوز متتابعة لتكمل تلك الصورة المراد نقلها (المعنى) من المرسل إلى المتلقى. فالأصوات تتابع لتكون جزيئات الصورة المراد نقلها (الألفاظ) ثم تتابع هذه الجزيئات لتكون وصفاً الصورة التي يحملها التركيب اللغوى (المعنى) والتي تمثل الهدف لعملية استخدام اللغة . أما فى لغة الإشارة فتتم الإشارة بحركة يد واحدة أو كلتا اليدين معاً فى أماكن مختلفة من الجسم أو أمام المتحدث بالإشارة لتؤدي تعبيرًا ما. هذه التعبيرات تشمل حركة اليد، والتحديد المكانى وشكل اليد وتحديد اتجاه حركة اليد بالإضافة إلى نظرات العين وتعبيرات الوجه وحركة الشفاه. بل إن السمات غير اليدوية المصاحبة لحركة اليد في لغة الإشارة هي الأكبر دورًا فى تحديد المعنى وتركيب الجملة ووظيفة الكلمة. تحليل لغة الإشارة تمتاز لغة الإشارة بأنها تدرك بواسطة حاسة البصر وتختلف باختلاف الكلمات من أسماء وأفعال، فهناك إشارات تحاكى الأشياء من حيث شكلها وأخرى تحاكي الأشياء من حيث طريقة حملها وثالثة تحاكي الأشياء من حيث سلوكياتها الخ ... اشارات تحاكي طريقة استخدام الشئ: وهى اشارات تحاكي حركة الأيدى لاستخدام الأشياء إلا أن حركة الأيدى فى لغة الإشارة تكون أقصر وأخف فى حدتها عن الحركات الفعلية للأيدى فى تنفيذ هذه الحركات مثل:
اشارات تحاكى شكل الشئ: وهى اشارات تحاكى فيها اليد فى شكلها شكل الشىء كما تتحرك اليد محاكية حركة الشىء أو لترسم هيكل الشىء مثل: إشارات تشير إلى مكان الشىء: وهى إشارات أكثر بساطة فبمجرد الإشارة لموضوعها ومكانها يتحدد معناها مثل:
إشارات تشير لسلوك الشىء: وهى إشارات تحاكى الشكل أو السلوك الشائع للشىء وتتم فيها المحاكاة بالحركات والإيماءات وتعبيرات الوجه مثل: إشارة أسد عبارة عن تحرك اليدين على شكل مخلب مع التعبير بالوجه عن الشراسة. إشارات تشير إلى الأفعال: وهى إشارات تحاكى طريقة تنفيذ الفعل نفسه ومنها إشارات متشابهة فى الشكل وإن كانت لا تتشابه فى طريقة التنفيذ مثل: حركة السير عبارة عن فرد أصبعي السبابة والوسطى لتصبح كرقم 8 وتحريكهما يشيرا معنى كلمة يسير، ولكن لهما استخدامات اخرى تختلف تبعًا لاتجاه حركة الأصابع فمثلاً:
ويجب مراعاة أنه ليست كل الإشارات تمثل حركات أو تقليد للأشياء بل أنهما فى بعض الأحيان قد تكون مجرد تعبير الشيء ابتدعه الصم من ذاتهم و اكتسبوها كلغة لهم، ومن ثم فإنه يجب دراسة وتعلم هذه اللغة من الصم أنفسهم ثم تحليلها لدراستها ووضع القواعد المنظمة لها. الإشارات المتشابهة وهى كما فى لغتنا العربية كلمة علم وعلم وعلم الأولى تعنى راية والثانية تعنى أحد العلوم أما الثالثة وتعنى الماضى من الفعل يعلم تختلف معنى هذه الكلمات باختلاف مضمون الجملة وفى اللغة الإنجليزية مثل كلمة date و date فالأولى بمعنى تاريخ والثانية بمعنى ثمرة البلح أو التمر والاختلاف بينهما هو مضمون الجملة. كذلك فى لغة الإشارة تتشابه بعض الإشارات فى الشكل تمامًا وتختلف فى المعنى مثل إشارة كل من (يوم الثلاثاء – سيدى بشر بالإسكندرية). كذلك (منطقة الشرابية بالقاهرة- السمك) والاختلاف فى المعنى هنا لن يتأتى إلا من ما تتضمنه الجملة نفسها. طريقة استخدام لغة الإشارة تعبيرات الوجه: تستخدم تعبيرات الوجه فى لغة الإشارة للتفرقة بين النفى والإثبات وكذلك نقل الأحاسيس المتمثلة فى تعبيرات الدهشة والغضب والفرح والحزن. حركة الشفاه: تستخدم حركة الشفاه لمحاكاة نطق ألفاظ معينة فى لغة الكلام تقترن مع حركة الإشارة بدرجة أعلى واوضح ودون إصدار صوت. فمثلاً عندما نتحدث بلغة الإشارة لنقول أن شخصًا ما يكتب بتأنى وهى فى النطق تقال "بالراحة" فإنها فى لغة الإشارة تحرك الشفاه لتعطى حركة نطق الكلمة دون صوت. ويقترن بها حركة اليد مضمومة ورأس الأصابع لأعلى وتحرك اليد لأسفل وأعلى مرتين بجانب ما يصاحبها من تعبير للوجه يفيد الهدوء. وكذلك عند التحدث بلغة الإشارة لكلمة "صعب" ففيها تحرك الشفاه لتعطى حركة نطق الكلمة دون صوت مع حركة يد مقبوضة تحرك بحدة مع اقتضاب الوجه ليفيد الصعوبة جميعها معاً تعطى الإشارة لكلمة "صعب". حركة العين: تستخدم العين أيضًا فى لغة الإشارة لتشير إلى من نتحدث إليه وعن وماذا نقول فعندما يتحدث الأصم عن شىء موجود حوله. فإنه ينظر إليه خلال التحدث بلغة الإشارة ثم يعيد النظر إلى من يحادثه مرة آخرى. الجسم والعين والوجه: عند سرد موضوع ما يتم التوضيح فيه عن محادثة جرت بين فردين يبدأ الأصم فى الإشارة إلى الفرد الأول. ثم يشير إلى يمينه يعتبر إشارة لحديث الفرد الأول بالنظر إلى يساره يعتبر إشارة إلى رد الفرد الثانى هكذا. الأبعاد الثلاثة فى لغة الإشارة: تستخدم لغة الإشارة ثلاثة أبعاد فمثلاً عند الإفادة عن وجود أم تقيم في مسكن وابنها المتزوج يقيم في مسكن آخر بينهما طريق. فإن التحدث بلغة الإشارة فى هذه الحالة تبدأ بأن يعتبر المتحدث بأن الطريق يمثله جسمه ثم اليد اليمنى تشير إلى مسكن الأم واليد اليسرى تشير إلى مسكن الابن. وعند الإفادة بأن الأبن ذهب لزيارة والدته فى الصباح فنبدأ بالإشارة إلى الصباح ثم الابن ثم سار. وهنا حركة الإشارة فى كلمة سر يتم تنفيذها بتحريكها إشارة السير ولكن من اليسار إلى اليمين أى من موقع الأبن إلى موقع الأم. نصائح عند التحدث بلغة الإشارة عند مخاطبة الشخص الأصم يجب مراعاة مايلى:
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|