06 - 04 - 2023, 01:03 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لاَ يَعْرِفُ الإِنْسَانُ قِيمَتَهَا،
وَلاَ تُوجَدُ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ [13].
الحكمة هي الاقنوم الثاني "حكمة الله"، الذي لا يمكننا ونحن بعد في الجسد أن ندرك أعماق سرّ الحكمة، ونتعرف على شخص الحكمة، إذ هو في حضن الآب، تجسد ليلتقي بنا ونحن نلتقي به في عالمنا.
* لا يعني بولس هنا (1 كو 2: 7) أنه يُخبر بأمورٍ سرية وألغاز، وإنما الرسالة التي يكرز بها كانت قبلًا مخفية .
* الحكمة ليست في زمنِ ولا في موضع، لأن الزمن يعني أنها وُجدت، ولكن كيف تكون في زمن هذه التي هي من البدء؟ كيف تكون في مكان هذه التي كانت مع الله؟ إن كان أحد يبحث عن الابن الوحيد، فبحسب الحس الإنجيلي هو موجود في حضن الآب. هل تظن أن حضن الآب هو موضع؟ هل تطلب أن تعرف كيف وُلدت الحكمة، إن كان رجل النبوة يقول: "الإنسان لا يعرف طريقها" (أي 28: 13)، هل تظن أن أصلها في البشر، بينما يقول أيوب أنها لا توجد بين البشر؟ هل تنسب للحكمة للموت، هذه التي "الغمر يقول: ليست هي فيّ، والبحر يقول: ليست هي عندي" (أي 28: 14) .
* يشهد بولس (1 كو 2: 7) أنه قد أُرسل ليعلن سرّ الحكمة التي لا يعرفها رؤساء هذا العالم، ولهذا ينعتون بالغباء. حكمة الله مخفية، لأنها ليست كلمات بل قوة. يستحيل الحديث عنها بتعبرات بشرية، لكن نؤمن بها بقوة الروح.
* "ولا توجد في أرض الذين يعيشون مترفين" [13]. ماذا تشير الأرض في هذه العبارة سوى نفس الإنسان؟ يقول المرتل: "عطشت نفسي إليك، مثل أرضٍ بلا ماء" (مز 6:143). لكن هذه الحكمة لا يمكن أن توجد في أرض الذين يعيشون في ترفٍ، لأن الإنسان الذي لا يزال يقتات على ملذات هذه الحياة يُنزع عنه إدراك الحكمة الأبدية.
البابا غريغوريوس (الكبير)
|