رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَضْطَجِعُ غَنِيًّا، وَلَكِنَّهُ لاَ يُضَمُّ. يَفْتَحُ عَيْنَيْهِ وَلاَ يَكُونُ [19]. عند نومه يقول: "يا نفسي استريحي" (لو 12: 19). يبدو للآخرين أنه سعيد للغاية ومستريح، قد جمع ما يكفيه كل عمره وما يكفي أبناءه وأحفاده. لكنه لا يجد في أعماقه راحة حقيقية. "نوم المشتغل حلو، إن أكل قليلًا أو كثيرًا، ووفر الغني لا يريحه حتى ينام" (جا 5: 12). إذ يغمض الشرير عينيه عند موته ويرقد، يفتحهما، فيجد أن كل ما قد جمعه قد تبدد، لا يسنده في شيء أمام الديان. * "عندما ينام الغني لا يأخذ معه شيئًا، يفتح عينيه فلا يجد شيئًا" [19] في تناغم مع هذه العبارة يقول المرتل: كل الأغبياء مضطربون في القلب، ينامون نومهم، وكل الأغنياء لا يجدون في أياديهم شيئًا" (مز 5:76). فلكي يجد الأغنياء بعد موتهم شيئًا في أياديهم يُقال لهم قبل الموت وهم واضعون غناهم في أياديهم: "اصنعوا لأنفسكم أصدقاء من مال الظلم، حتى متى فُنيتم يقبلونكم في المساكن الأبدية" (لو 9:16). * عندما ينام الجسد في الموت، تستيقظ النفس في معرفة صادقة. وهكذا فإن الغني ينام ويفتح عينيه، لأن من يموت في الجسد تلتزم نفسه أن ترى ما كانت تخشى توقعه. عندئذ تقوم في معرفة صادقة، وترى أن كل ما قد اقتنته هو لا شيء، فتجد نفسها في فراغٍ. لقد اعتادت أن تتهلل بكونها مملوءة خيرات أكثر من بقية العالم. لكنها تنام ولا تأخذ معها شيئًا. بالتأكيد لا تأخذ شيئًا من الخيرات التي اقتنتها. إذ تصاحبها خطية اقتناء الخيرات، وإن كانت تترك وراءها كل ما من أجله ارتكبت الخطية. البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|