أَلَيْسَ شَرُّكَ عَظِيمًا، وَآثَأمُكَ لاَ نِهَايَةَ لَهَا! [5]
كان الأصدقاء الثلاثة بين الحين والآخر يلمحون باتهامهم لأيوب، أما الآن فقد شعر أليفاز أنه ليس وقت للتلميح بل لمواجهة صريحة. إنه يوجه أيوب إلى ضميره ليحكم على نفسه كإنسانٍ شره عظيم، وآثامه لا نهاية لها.
يصوِّر لنا أليفاز نظرته إلى أيوب ليس أنه مرائي يخفي شروره ويتستر على آثامه فحسب، وإنما يراه شريرًا، شره عظيم، وآثامه بلا نهاية. وكأنه يقول له: لا تسعفني اللغة لأصور ما أنت عليه من شرٍ، صورتك بشعة للغاية!
*"أليس شرك عظيمًا، وآثامك لا نهاية لها؟" [5] لاحظوا كيف يخرج من قلبٍ ميتٍ كلمات باطلة، ومن كلمات باطلة إلى بشاعة في الكذب، فالتهب قلبه لينطق لسانه بشتائمٍ. هذا هو الانحطاط بتزايد الخطية، حين لا يُضبط اللسان لا يتوقف، بل ينحدر على الدوام إلى ما هو أشر.