رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خُلقت لي أستيقظ في لحظة من عمري وأنا أنظر في مرآتي كما أني أرى هذا الوجه لأول مرة بدون تجميل يزيل أو يغير ندب بشعة تشكلت في نفسي بدون أقنعة تخفي ما تحتها من مشاعر وأفكار تجول في ذهني بدون تجبر أو قهر أو إهمال أو استسخاف رباه كيف استطعت احتمال ما رأيته في أعماق ذاتي ومازلت تغمرني بمحبتك الفائقة اللامشروطة؟ لأني أحبك وسأظل، ولأني أعلم أنها تشكلت فيك وتعززت بدون إرادة منك أو سماح. لم أفهم جيداً ما تعنيه. أرجوك أن توضح لي لأني لم أعد أحتمل ما أراه؟ بني لقد جئت لهذه الحياة بجزء موروث من شخصيتك. وبعدها شاركت أصابع كثيرة في تشكيلها. كلمات الأهل و المدرسين و العائلة، أو إهمالهم القاتل. تمجيدهم لك أو تحقيرك. وضعك قسرياً في المقدمة و الإيحاء لك بأنك الأفضل ، أو أنك فاشل ولاتستطيع فعل شيء. فكبرت ونموت وأنت تقتات على فكرة أنك الأفضل والأنجح والأكمل .أو فكرة أنك لا تستحق ولن تستطيع ولست شيء هل فعلاً هذه الأمور تحدث هكذا؟ لكم تعبت وأنا أركض لأجعلهم فخورين بي، لكم سابقت الزمن لكي أنجز وأحقق النجاح فقط لأكون في المقدمة، وعندما أحصل على مبتغاي أعود لأشعر بالعطش من جديد. صحيح يابني، أنا لم أخلقك لتكون كالأرنب الذي يركض وراء جزرة مربوطة بخيط وهمي وسعيه للحصول عليها يجعله يعبر فوق أمور رائعة كان ينبغي أن يختبرها، ويملأه بقساوة تدوس على أي شيء يعترض طريقه حتى لو كان نفسه هو. لقد خلقت لتختبر روعة العلاقة معي كأب وخالق، لتستمتع بالحياة على الأرض معي وتكون جاهزاً لمشاركتي الأبدية والأرض وكل ما فيها وسائل فقط والعمل والإنجاز والتفوق والتميز ليس لها قيمة تذكر في عيني، لأني أراك ناجحاً من خلالي ومعي، ولا أريد أن تكون متفوقاً أو متميزاً لأني وضعتك في جسد مع إخوة كثيرين، وفي الجسد الواحد كل عضو مهما كان صغيراً أو نظن لا قيمة له، له عمل مهم ضمن الجسد. لقد أدركت كم كنت تائهاً، كم كنت قاسياً على نفسي وأنا أرغمها أن تفعل المستحيل لتحقق لي هدفي في المقاعد الأولى والمجالس الأمامية، كم كنت غبياً عندما كنت أذهب لأروي عطشي بعيداً عن قصدك الرائع لوجودي، كم حاولت أن أستمتع بأشياء كثيرة وأرضي فيها غروري الذي عززه فيّ مجتمعي وعائلتي. كم كنت غبياً ….. كم كنت أحمقاً…. رفقاً بنفسك يابني، دعنا ننسى ما هو وراء ونمتد لما هو قدام دعنا نعود للبداية ونبدأ معاً من خلال وفي الجسد الواحد سأعطيك خارطة الطريق: فيلبي ٢:٣-٤ 3. لاَ يَكُنْ بَيْنَكُمْ شَيْءٌ بِرُوحِ التَّحَزُّبِ وَالاِفْتِخَارِ الْبَاطِلِ، بَلْ بِالتَّوَاضُعِ لِيَعْتَبِرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ غَيْرَهُ أَفْضَلَ كَثِيراً مِنْ نَفْسِهِ، 4. مُهْتَمّاً لاَ بِمَصْلَحَتِهِ الْخَاصَّةِ بَلْ بِمَصَالِحِ الآخَرِينَ أَيْضاً. رومية ١٢:١٠ أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً مَحَبَّةً أَخَوِيَّةً، مُفَضِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْكَرَامَةِ. (لوقا ١٤: ١١) لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع». في الجسد ستجد مكانك الحقيقي، وستجد الراحة والأمان والسلام، لست بحاجة لتفعل شيء أو تثبت وجودك لأنك موجود منذ الأزل في مكان في قلبي وفي فكري قبل أن تخلق، لا تبحث عن شيء بعيداً عن قلب الآب ففيه كل ما تحتاج، اشبع منه وارتوي واستمتع بما خلقك لتعمله. وفي هذه اللحظة استيقظت فعلاً وقد ارتويت وامتلأت بحبه العجيب، ونظرت في مرآتي لأرى ابتسامته المشجعة تملأ قلبي نوراً وحياتي شبعاُ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خُلقت لكي تحيا الي الابد |
خُلقت لأجله |
خُلقت لي |
خُلقت لمجده |
الاطفال كائنات خُلقت من سكر |