رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلتتكلم وتُخرج ظلمة أفكارك ومشاعرك للنور…. وانفجر نبع الكلمات مختلطاً بدموعي وبكيت كما لم أبكي في حياتي، قلبي المتألم تكلم وصرخ وعاتب وألقى اللوم ….. وساد ضباب قاتم شعرت به في الغرفة وكأن عفن ذاك الصندوق المدفون في أعماقي خرج تصطحبه نار الكره والغضب والحقد وملأ المكان بضباب مقيت، لم أكن أستطيع النظر في عينيها لأني سأرى بشاعتي وقباحة قلبي، وقطع ذاك الصمت صوتها الهادئ بكلمة هدأت بعجب عواصف أفكاري وهيجان غضبي: إذن !!؟ فنظرت إليها من خلال دموعي لأرى عيناها مازالت ثابتة بنفس الحب والأمان، فانقشع الضباب ودخل نور عجيب لم أعرفه أو أدرك كنهه وملأ المكان. وقالت: لقد انتهى نعم لقد انتهى، قلتها بصوت هادئ مصحوب برياح شك، نعم انتهى، انظر …. ونظرت لأعماقي باحثاً عن تأثير كل تلك الذكريات المرة فلم أجد، بحثت عن جذور المرارة التي كانت تتشابك بقوة لاتستطيع إدراكها فوجدتها أقل ثباتاً وتشابكاً، بحثت عن الغضب الهائج الذي كان يضرب جدران قلبي عند استحضار أي صورة من الماضي لأجده تحول لنسمات عارضة، فعلاً انتهى لكن لا أعرف متى وكيف ترك المكان ونسي أن يحمل ماجاء به، لكن المكان أبى إلا أن يحتفظ ببقايا الذكريات كما اعتاد أن يفعل مع كل زائر عابراً كان أم مستوطناً، ذكريات ألم ومعاناة وفرح وصخب، ذكريات هي عصارة حياة أشخاص صنعوها أو أرغموا على اقتنائها. نظرت لجدران الغرفة ورأت لوحات غير مرئية إلا في قلبها المُثَقّل، لوحات لأشخاص مروا في حياتها وشغلوا مقعداً، منهم من رحل دون استئذان وتركه فارغاً، ومنهم لم يكن مهتماً بمكانه فلم يأبه وغادر ببساطة لأن الأمر لم يكن يعنيه، ومنهم من جلس وشاطرها فصول مهمة في حياتها ورحل مع أن الرحيل لم يكن من خياراته، ومنهم من بقي وأراد البقاء ومنهم لاتعرف متى سيغادر مختاراً أو مجبراً. الحياة ستستمر …. مع أن الشمس قاربت أن تفارق نصف الكرة الأرضية التي تعيش فيها، لكنها ستشرق في النصف الثاني. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|