يخرج من كآبة عشه ويفتح جناحيه

[Mary Naeem]

يُجدد مثل النسر شبابك



تمر الأيام كحبة في مسبحة تقلبها يد عجوز كفيف، ونحن نعيش بطريقة العجلة التي تدور وتدور …..، قد تظل في مكانها وهي مازالت تدور أو قد تقطع مسافة ما،وفي لحظة ما ترفع بصرك لتعرف أين صرت …. ربما تحبط وأنت ترى نفسك مازلت في مكانك،أو قد تفرح بإنجاز قطعك لمسافة ما.
وتنظر لنفسك فتراها عجلة أنهكها الدوران والمسير وانمحت كل تضاريسها وملأ الشقوق والندبات جسدها، وتقف قليلاً لتعتني بنفسك فتزيل كل المسامير والأشواك التي علقت بك وتحاول أن تضع بلسم على الشقوق لئلا تتحول لندبات كغيرهاوتنجح بهذا،إلا أن العجلة انتهت صلاحيتها ووجب تغييرها وإلا ستتعرض لحادث أليم قد يؤدي للموت، هذا الموت الذي قد يكون خيارك….. مثل النسر الذي عندما يتقدم به العمر ويصبح عاجزاً عن الصيد والطيران يكون أمامه خيارين: إما إنهاء حياته طوعاً وذلك بأن يرمي نفسه من شاهق ويرتطم بالأرض فيفارق الحياة،أو يعتزل على قمة جبل عالٍ ويخوض تحدٍ مؤلم وذلك بأن يضرب بإرادته منقاره بالصخر نازفاً،ويتخلص من ريشه بنفسه متألماً بصمت، ويجلس وحيداً يواجه بشاعة وقته الراهن وألم قراره المصيري مختلطاً بشعور من العجز والإحباط.
وتعود حبات المسبحة للدوران بروتين ممل ….. لكن في يوم معيّن وفي لحظة يستيقظ النسر من نومه اليائس على إشراقة ودفء شمس سماوية، يقف ويرفع جناحه بحركة لاإرادية ليحجب نورها القوي عن عينيه العجوزتين فيفاجأ بجناحه قد اكتسى بريش جديد فتيّ وجميل،ينظر بصعوبة لمنقاره فيراه قد نما من جديد منقاراً صلباً قوياً، كل شيء قد صار جديداً.
يخرج من كآبة عشه ويفتح جناحيه لتسع فضاءه ويفتح منقاره لتخرج صرخة انتصار الحياة الجديدة ، ويدرك حينها أن شبابه قد تجدد وأنه سيعود كما كان 《نسراً》. يقف على حافة الجبل مستعداً لمعاودة حياته واثقاً بإمكانياته وقدراته ويطير ….
انتظر لحظة إشراقة الشمس بثقة كلمته : <يُجدد كالنسر شبابك>.