رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
روعة الطريق الوعر معه! لا تختر أن تسلك الطريق الأسهل، فقد سلكه قبلك كثيرون حتى بات مرصوصاً ومستوي، خالياً من العوائق والصعوبات بسبب دوس أقدامهم السريع وغير المنتظم، وهم لايحتاجون أن ينظروا أو ينتبهوا لموطئ قدمهم أين وكيف ستكون، وستلهيهم زلاقة الطريق عن الحاجة لرفيق أو سند في رحلتهم، وفي النهاية ستكون فرحة الوصول باهتة وهزيلة لأنهم يدركون حتمية وسهولة الوصول. الطريق الأصعب يعلمك كيف تسير ويساعدك لمعرفة أين وكيف ستطأ قدمك، ستتعلم المناورة حتى تحافظ على مسير صحيح، سيساعدك ببناء عضلاتك النفسية والجسدية عندما تختار أن تقرر وتزيل أي صعوبة قد تقف في طريقك، سيدربك أن تمسك بإرادتك بيد من حولك ليكون سندك وتكون سنده، وفي النهاية سيكون للوصول فرحة النجاح والتطور والتغير عندما تختار الراحة والسهولة ستفقد كنوزاً عظيمة هنا في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى، ستفقد عظمة المسير يد بيد مع أبيك السماوي. وعندما تختار أن تسلك درباً آخر غير الذي اختارته إرادته الصالحة وحكمته اللامتناهية ومعرفته العميقة بك، سترى نفسك تفلت يده وتخضع لحكم إرادتك البشرية وتذهب في مسلك ثاني تعتقد أنه الأفضل، وكأنك تعلو بحكمتك ومعرفتك عنه. وستكون في الأبدية غريباً، بعيداً، تطلب وجهه وتفتقد الأمان بالإمساك بيده. فمن سار دربه بحكمته وقراره الخاص في الأرضيات سيفقد متعة الالتصاق بأبيه السماوي في السماويات. فالثقة تُصنع ولا تكتسب الثقة هي أن تمسك بيد أبيك وتمشي معه وتحت رعايته دون أن ترى الطريق أحياناً كثيرة الثقة هي أن ترمي نفسك من حافة الحيرة وأنت تعلم أن قلبه الحنون سيمسك بك ويقودك لبر الأمان، فهو لن يخون ثقتك ولن يتراجع عن وعده. فقط ثق وآمن وعندها ستصل ستصل ممسكاً بيده القوية القادرة راضياً بكل ما حظيت به لأنك تعلم أنه الأفضل لك، فالشراكة معه لن تكون خاسرة أبداً إن استخدمت المقاييس السماوية وليست الأرضية، لأن المقاييس البشرية غاشة وقد تكون خاطئة أحياناً كثيرة. نحن لم نخلق للأسهل، خلقنا لمهمة وهدف علينا الوصول إليه ولن نستطيع دون معيته لنا في الطريق ودون وضع أنفسنا خارج دائرة الذات والراحة. فعندما قال السيد المسيح: اتبعني، رسم لنا الخارطة وأعطانا الطريقة وهي أن أنكر نفسي وأحمل صليبي ( الصليب يعني الموت، موتي عن ذاتي ) وعندما قال بولس الرسول: إذ نسعى عنه كسفراء، نستطيع أن ندرك من هو السفير: هو غريب عن موطنه الأصلي، لديه مهمة أن يمثل بلده بحياته وسلوكه ومواقفه، دون أن ينسى انتماءه لموطنه. وعندما أوصى بولس تيموثاوس تلميذه قال: فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح كان يعلم أن المجند عليه الطاعة والطاعة فقط، في السراء والضراء، في وقت الراحة أو أثناء الضيقات. لا تخدع نفسك عندما تظن أنك تلميذ للمسيح دون أن تختار الموت لإرادتك ورغباتك الانتماء القوي لموطنك في غربتك عنه الطاعة والاستمرار في الطاعة للمنتهى ليكن قلبك حيث يكون كنزك السماوي لتكن عيناك على قائدك لتكن إرادتك خاضعة لقلبه المحب لتكن أذناك مصغيتان لكل كلمة من فم معلمك عندها ستصل لنهاية الطريق وترمي نفسك في حضنه الدافئ وتسمع: “نعماً لك أيها العبد الصالح الأمين، كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|