رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ قالَ له: ((اِذهَبْ فَاغتَسِلْ في بِركَةِ سِلْوامَ))، أَي الرَّسول. فذَهَبَ فاغتَسَلَ فَعادَ بَصيراً. تشير عبارة "اِذهَبْ فَاغتَسِلْ" إلى طلب يسوع من الَأعْمى غسل عينيه كشرط لنوال الشِّفاء وامتحانًا لإيمانِه وطاعتِه، كما امتحن الله نعمان السوري على يد اليشاع النبي (2ملوك 5: 10). يعلق القدّيس أفرام السِّريانيّ "ليست بِركَةُ سلوام هي مَن فتحَتْ عَينَيّ الأعمى، ولا مياه نهر الأردن هي الّتي طهّرت نعمان (22 ملوك 5: 14): بل إنّ وصيّة الله هي الّتي أتمّت كلّ شيء "(شرح "الدِياطِسَّرون"). إن غسل جسد الرجل الَأعْمى المجبول على شكل آدم، بحاجة إلى غسل الميلاد الثاني أي المعمودية (طيطس 3: 5). وهكذا يعتبر الاغتسال رمزًا للمعمودية، والمعمودية هي موت وقيامة مع المسيح المُرسل من عند الله، كما جاء في تعليم بولُس الرَّسول "أَوَتَجهَلونَ أَنَّنا، وقَدِ اَعتَمَدْنا جَميعًا في يسوعَ المسيح، إِنَّما اعتَمَدْنا في مَوتِه فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة (رومة 6: 3-4)؛ أمَّا عبارة " بِركَةِ سِلْوامَ" فتشير إلى بركة سلوان حاليًا الواقعة في وادي قدرون جنوب شرق هيكل أُورشَليم (2 ملوك 20: 20، أشعيا 8: 6). ويعود تاريخ البركة إلى الملك حزقيا (716-687 ق. م)، الذي بنى قناة في سلوام تحت الأرض لإمْداد المدينة بالمِياه من عين جيحون (عين ستنا مريم) خارج أسوار أُورشَليم (يبوس) إلى البِرْكة داخل الأسوار لجعل مياهٍ هناك في أُورشَليم أثناء حصارها (2 ملوك 20: 20). وتدعى سِلْوامَ Σιλωάμ وفي العبرية הַשִּׁלֹּחַ، أي الرَّسول أو المُرسل إمَّا لأنَ هذا الينبوع يُعتبر عطيَّة مرسلة من قبل الله لأجل استخدام مياهه في المدينة، كما يقول أشعيا النبي "لِأَنَّ هذا الشَّعبَ قد نَبَذَ مِياهَ سِلْوامَ الجارِيَةَ روَيداً رُوَيداً" (أشعيا 8: 6)، أو لأنَّ مياهها كانت تُرسل عبر قنوات أو أنابيب إلى جهات مُتباينة. وليس بالصدفة إنَّ لفظة سِلْوامَ הַשִּׁלֹּחַ أي المُرسَل هو أحد القاب يسوع، المُرسل من قِبل الآب لخلاص البشر، كما أعلن يسوع "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما كانَ الرَّسول أَعظَمَ مِن مُرسِلِه"(يوحنا 13: 16). والمسيح هو المُرسل، إذ إنه رسول العهد "هاءَنَذا مُرسِلٌ رَسولي " (ملاخي 3: 1)، وبِركَةِ سِلْوامَ ترمز للسيد المسيح المُرسل من قبل الآب لإنارة النفوس وشفائها. ويُكرِّر السيد المسيح في إنجيل يوحنا أن الآب قد أرسله. وكما يدعو يسوع الَأعْمى أن يذهب إلى بركة سِلْوامَ كذلك يدعو كل نفس تحتاج إلى الاستنارة أن تذهب إليه، وكما أنَّ ماء بركة سلوم (الرَّسول) أعادت البَصَر إلى الَأعْمى، كذلك المسيح المرسل يأتي بنُور الوحي إلى البشر. لعلَّ في ذلك تلميحًا إلى ليتورجيا المعمودية. وطلب يسوع من الَأعْمى أن يغتسل في بركة سِلْوامَ ليؤكد الحاجة إلى مياه المعمودية حيث أنَّ المعمودية هي استنارة الروح القدس خلال الميلاد الجديد (العبرانيين 6: 4)؛ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|