نصلى فى صلاة الصلح وفى القداس الإلهى ونقول ( والموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس ، هدمته 000 )
وهكذا نرى أن الشيطان يحسد كل عمل صالح ، وكل عمل ناجح 0
لأن هذا الصلاح وهذا النجاح ضد خطته الشيطانية فى مقاومة ملكوت الله على الأرض 0سواء بالنسبة إلى الأفراد أو الجماعات 00
الشيطان دائما يتعب فى محاربة أولاد الله ، وتعبه باطل 0
وإذ يجد الشيطان أنه قد تعب باطلا فى محاربة الخير ، وأن تعبه لم يأت بنتيجة يزداد حقدا ويزداد حسدا لأولاد الله ، وتزداد حروبه شراسة ، وبعد أن تكون حروبا فى السر ، تكشف عن وجهها صراحة وبلا خجل 0 وتضغط على أولاد الله بغير هوادة0 ولكن الله
( لا يترك عصا الأشرار تستقر على نصيب الصديقين ) ( مز 124 )
لذلك فى كل عمل خير ، انتظر حسد الشياطين ، ولا تخف منهم 0
وهكذا نرى أنه فى طقس سيامة الراهب الجديد ، يتلى عليه فصل من يشوع بن سيراخ ، قائلا له :
( يا بنى ، إن تقدمت لخدمة ربك ، فهئ نفسك لجميع التجارب )
وبهذا المعنى نقرأ فى ميامر مار أوغريس قوله للراهب العابد
( إن بدأت فى الصلاة الطاهرة ، فاستعد لكل ما يأتى عليك ) يقصد استعد لحروب الشيطان التى يثيرها عليك حسدا لعبادتك المقدسة 0
مسكين هذا الشيطان ، الذى يقضى حياته حسدا وحقدا وحربا !!
علما بأن حسده لا يضر أولاد الله ، بقد ما يضره هو ويزيد عقوبته الأبدية 0 كما أن هذا الحسد يزيده عما وحزنا وضيقا وتعبا 00 إن أى ضرر يحاول أن يجلبه الشيطان على أولاد الله ، هو ضرر خارجى غير حقيقى لا يمس أبديتهم ، وسرعان ما ينقذهم الله منه 00
والشيطان فى حسده لأولاد الله قد يحاربه مباشرة كما فى حدث حسده لأيوب البار 0 وقد يحاربهم عن طريق أعوانه من البشر 000
وسواء عن هذا الطريق أو ذاك ، سينتهى حسده بلا طائل 0 لأن نعمة الله تتدخل وتوقف عمله الشرير ، هو وكل شياطينه الاردياء 0 يقوم الرب وتبدد جميع أعدائه ، ويهرب من قدام وجهه كل مبغضى اسمه القدوس 00
وإن بدأ الشيطان ناجحا فى الأول ، فلابد أن يفشل أخيرا 000
فى حسد الشيطان لأيوب الصديق ، بدأ أن الشيطان قد نجح فى خطته ، وانتصر على أيوب : هدم منزله ، وقتل جميع أولاده ، وبدد كل ثروته ، وضربه بقرح ردئ من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ، وجعل أصحابه يعيرونه ويخزونه 000 ولكن ما لبث الأمر أن انتهى إلى العكس ، فافتقد الرب أيوب ورد له كل ما فقده ضعفا 000
إن الشيطان يتعذب بحسده ، قبل أن يضربه أولاد الله 0