رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أندراوس؛ وهو واحد من تلاميذ يوحنا المعمدان الذين سمعوا شهادته: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ! فَسَمِعَهُ التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، فَتَبِعَا يَسُوعَ» (يوحنا١: ٣٦، ٣٧، ٤٠). ولم تُغضِب هذه التبعية المعمدان، لأنه لا يتنافس مع المسيح على جذب التلاميذ، وكان يعرف هويته ودوره كمجرد مهيء لطريق المسيح، وكان شعاره الذي عاشه باقتناع: «يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ (المسيح) يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا (يوحنا) أَنْقُصُ» (يوحنا٣: ٣٠). وأثناء تبعية التلميذين نقرأ «فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» وهو سؤال غير متوقع منه، خاصةً وهو في بداية تكوين فريقه، وليس لديه بعد العدد الكافي من التلاميذ، وأي قائد مكانه سيعرض لهم مزايا اتّباعه، بدلاً من أن يفحص لهم نوايا قلوبهم!! وحسنًا ردَّ أندراوس ومن معه (يوحنا بن زبدي غالبًا) على سؤال المسيح: «رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟ فَقَالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا وَانْظُرَا. فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ» (يوحنا١٠: ٣٨، ٣٩)، والساعة العاشرة يهوديًا، توازي الرابعة بعد الظهر حاليًا. ودليلاً على أصالة معدن أندراوس، أنه لم يكتم الشهادة داخله، لكنه أتى للمسيح بأقرب من له، ليتمتع بما تمتع به وسبق أن «نظره»، فنقرأ «هذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ. فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ» (يوحنا١: ٤١)، وهو أمر حميد جدًا في أندراوس، تحوَّل إلى عادة له. فأندراوس من أتى مرة بالفتى الذي كان معه الخمس خبزات والسمكتين إلى المسيح (يوحنا٦: ٨)، وهو أيضًا من أتى بالأناس اليونانيين إلى المسيح (يوحنا١٢: ٢٠-٢٢). ونحن نحتاج إلى أندراوسيين كُثُر في أيامنا الحالية؛ قد يختفون من المشهد، ولكن يوصلون الناس بأريحية للمسيح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|