رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعرفة عطية إلهية! خلق لله الإنسان على صورته ومثاله (تك 1: 27)، وقدم لنا أثمن عطية وهي الإرادة الحرة، له أن يختار بين الخير والشر، الالتصاق بخالقه، أو حتى مقاومة خالقه والتمرد عليه. لم يخلقه آلة جامدة يحركها الله دون اختيار من جانب الإنسان، وإنما وهبه العقل والقدرة على التفكير كما وهبه المعرفة الصادقة والحقيقية. هذه العطية يقدمها الله مجانا، كما يهبه القدرة على تنميتها أو تحطيمها حسبما يشاء. أما سمات هذه العطية فهي: 1. عطية شخصية جماعية: هي عطية يقدمها الله للإنسان بصفة شخصية لكي تسنده في علاقته الشخصية بخالقه، كما في التعامل بصفة شخصية مع إخوته من بني البشر ومع الكائنات السماوية. هذه العطية الشخصية يمكن أن تنمو في الجو الجماعي، كما يمكن أن تتحطم خلاله. فالصداقات المقدسة والأعمال الجماعية الروحية والعلمية تسند الشخص في نمو معرفته المستمر، كما أن الصداقات الشريرة يمكن أن تفسد هذه المعرفة وتحطمها. في تعليق القديس غريغوريوس النيسي على (نش 1: 8) يبرز أن سرّ جمال الإنسان الداخلي، أن يسلك على أثار الغنم المقدس. فيرعى أعماقه لتتمتع بجمال المعرفة الصادقة، ونموها المستمر، حيث يتقبل في شركته مع القديسين النور الحقيقي، رب المجد يسوع، كسرّ استنارته وتمتعه بالمعرفة المقدسة الطاهرة الفائقة. يصير الإنسان أيقونة المسيح "الحكمة الإلهي، والنور الإلهي"، فيتمتع بمعرفة الأسرار السماوية المقدسة في حياته اليومية. * "إن لم تعرفي (نفسك) أيتها الجميلة بين النساء، فأخرجى على أثار الغنم، وارعي جداءك عند خيام الرعاة" (نش 1: 8)... هذا هو الطريق المؤكد لحماية نفسكِ، ويمكن التحقق من أن الله قد وضعنا في مستوى أعلى بكثير من بقية المخلوقات، فلم يصنع السماوات على هيئته ولا القمر أو الشمس أو النجوم الجميلة أو أي شيء آخر تراه في الخليقة. أنت وحدك قد خُلقت على مثال هذه الطبيعة التي تعلو فوق أي إدراك، على هيئة الجمال الأبدي وصورته، كما استقبلت البركات الإلهية الحقيقية، وختم النور الحقيقي، وستصير مثله عندما تنظر إليه. وعندما تقتدي به، هذا الذي يشرق في داخلك (2 كو 6:4) وينعكس نوره بواسطة طهارتك . القديس غريغوريوس أسقف نيصص إنه لشرف أصيل يكلل جبينه ويسمو به إلى السماء، فوق الكواكب، أرفع من الشمس تشامخًا وعزة... ومع أنه أوضع منزلة من الملائكة لارتباطه بجسدٍ ماديٍ فقد وُهب قوة لفهم ومعرفة ربه وخالقه. القديس باسيليوس الكبير القديس هيلاري أسقف بواتييه * "وتعرفون الحق". الحق غير متغير. الحق هو خبز، ينعش عقولنا ولا يسقط، يغَّير من يأكله، ولا يتغير فيمن يأكله. الحق هو كلمة الله... الابن الوحيد. هذا الحق التحف جسدًا من أجلنا لكي ما يُولد من العذراء مريم وتتم النبوة: "الحق نبع عن الأرض" (مز 85: 11). هذا الحق إذن وهو يتحدث مع اليهود اختفى في الجسد. لكنه لم يختفِ لكي يُنكر، وإنما لكي ما يُرجأ إعلانه، يُرجأ لكي ما يتألم في الجسد، ويتألم في الجسد لكي ما يخلص الجسد من الخطية. هكذا ظهر بالكامل بخصوص ضعف الجسد، وكان مخفيًا من جهة جلال اللاهوت. القديس أغسطينوس القديس يوحنا الذهبي الفم الشخص الذي يعرف يعمل أيضًا الأعمال التي تليق بواجب الفضيلة، ولكن يوجد من يمارس الأعمال وهو ليس بالضرورة بين أصحاب المعرفة. إذ قد يفهم أن يميز بين ما هو مستقيم وما هو خطأ، لكن ليس لديه معرفة بالأسرار السماوية. علاوة على هذا يفعل البعض الصلاح خشية العقوبة أو لنوال مكافأة، لذلك يعلمنا يوحنا أن الإنسان الذي له معرفة كاملة يمارس هذه الأعمال عن حب. القديس إكليمنضس السكندري * إن كنتم مشتاقين إلى الحصول على نور المعرفة الروحيّة، معرفة ليست خاطئة لأجل كبرياء فارغ لتكونوا رجالًا فارغين يجدر بكم أولًا أن تلتهبوا بالشوق نحو هذا التطويب الذي نقرأ عنه "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). وبهذا تنالون ما قاله الملاك لدانيال "والفاهمون يضيئون كضياء الجَلَد، والذين ردّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا 12: 3)... وهكذا يَلزم المثابرة بالجهاد في القراءة مع السعي بكل اشتياق لنوال المعرفة العمليّة الاختباريّة أولًا أي المعرفة الأخلاقيّة. فبعدما يبذلون جهودًا وأتعابًا كثيرة يستطيعون أن ينالوا المعرفة الروحيّة كمكافأة لهم من أجلها. وإذ يقتنون المعرفة لا من مجرد التأمل في الشريعة بل كثمرة لتعبهم يتغنون قائلين: "من وصاياك تَفَهَّمْت" (مز 119: 104). الأب نسطور قليلون يعرفونه من المطالعات. بعضهم فقط من رؤية الطهارة، هذه التي تتطيّب بالطوبى، لا بالكلمات التافهة. الشيخ الروحاني (يوحنا الدّلياتي) *لاحظوا أنه حتى ذاك نفسه الذي هو الحق والكلمة، والذي به كان كل شيء، وقد صار جسدًا ليسكن بيننا، مع ذلك يقول الرسول: "وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد"، لأن المسيح لم يرد فقط أن يهب ممتلكات لمن يكمل الرحلة، بل أيضًا أن يكون هو نفسه الطريق للذين يشرعون في السير. القديس أغسطينوس "فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغزٍ (مرآة غامقة)، لكن حينئذ وجهًا لوجه. الآن اعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت". * مع أن كل واحد يطلب المزيد من المعرفة على الدوام، فإنها تبقى المعرفة ناقصة في كل الأمور بالنسبة لكمالها الحقيقي حتى يحل الزمن ليأتي ما هو كامل ويزول ما هو جزئي. القديس باسيليوس الكبير القديس يوحنا الذهبي الفم * إن كانت المعرفة تُعلن للذين يستحقونها فينالونها في مرآة، وهي لغز في العصر الحالي، وستعلن بالكامل عندئذ فقط، فمن الغباوة أن تظن أنه سوف لا يكون الأمر هكذا بالنسبة لبقية الفضائل . * إنه يشجعها ويحثّها ألا تجلس خاملة هناك بل تخرج إليه خارجًا وتحاول أن تراه لا من الشبابيك، ولا من مرآة في لغز، بل تذهب إليه وتراه وجهًا لوجه. لأنه الآن إذ هي لا تستطيع أن تراه يقف هكذا خلفها وليس أمامها، يقف وراء ظهرها، وخلف الحائط. العلامة أوريجينوس * هذا هو معنى التعبير: "كما عُرفت": ليس أننا سوف نعرفه كما هو، ولكن كما أنه يسرع نحونا الآن هكذا سنلتصق نحن به ونعرف الكثير من الأمور التي هي سرّية الآن، وسنتمتع بالمجتمع الأكثر طوباوية وحكمة. * كمثال نحن نعرف الآن أن الله في كل موضع، لكننا لا نعرف كيف يمكن ذلك. نحن نعرف أنه أوجد الخليقة من لا شيء ولكن ليس لدينا فكرة عن كيفية تحقيق ذلك. نحن نعرف أن المسيح وُلد من عذراء ولكننا لا نعرف كيف وهكذا. * ليست المعرفة هي التي تعبر بل الوضع الذي فيه تكون المعرفة جزئية. فإننا ليس فقط نعرف الكثير بل ما هو أعظم بكثير. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس ديديموس الضرير يخبرني عقلي الذي على شكل الله عندما يمتزج ذاك الإلهي، أقصد الذهن والعقل، بما هو شبيه به؛ عندما تعود الصورة إلى أصلها الذي تشتاق إليه. هذا يبدو لي هو معنى هذه العبارة العظيمة أننا في الزمان المقبل سنعرف كما عُرفنا. القديس غريغوريوس النزينزي القديس أمبروسيوس * لم يتعلَّم بولس الإيمان بالكلمات فحسب (معرفة كلاميَّة) وإنما تمتَّع بغنى الروح، حتى ينير الإعلان كل نفسه ويتكلَّم المسيح فيه . القديس يوحنا الذهبي الفم أمبروسياستر كما يقول إنه على الرهبان أن يقرأوا لا ما يحلو لهم، وإنما ما هو مفيد لحياتهم الروحية، وما يأمرهم به الرئيس، في أوقات مناسبة . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن الفرح المسيحى هو عطية إلهية عظيمة |
مزمور 105| أن أرض الموعد هي عطية إلهية |
عطية إلهية لكن لها مسئولية إنسانية |
فالحياة الأبدية عطية إلهية |
❤الصبر هو عطية إلهية |