رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لن يتبرر أحد أمام الله فَقَالَ أَيُّوبُ: [1] صَحِيحٌ. قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ كَذَا. فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ عِنْدَ اللهِ؟ [2] لم يدافع أيوب عن اتهام بلدد له بكثرة الكلام (أي 8: 2). كذلك كشف له أنه يتفق معه في مبدأ: "الله لا يعوج القضاء، وأن الأتقياء محفوظون بعناية الله، وأن الشرير يهلك بشره". لكنه تساءل: "كيف يتبرر الإنسان عند الله؟". لا يحمل هذا التساؤل روح التذمر، ولا يحمل ثورة ضد صرامة الله، وإنما هو اعترف بالواقع أن الله إن عاملنا حسب استحقاقنا لهلك كل البشر، لأنه ليس بار في عيني الله، ليس ولا واحد. إذا ما تطلع أيوب إلى نفسه مقارنًا نفسه بمن هم حوله يرى أنه بار، لكن إذ يتطلع إلى الله القدوس البار، يجد نفسه ليس بطاهرٍ، ولا يقدر أن يتبرر أمامه. فإنه حتى ملائكته القديسين لن يتبرروا أمامه. يقول المرتل: "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حيٌ" (مز 2:143). لن يقدر أحد أن يتبرر أمام الله سوى كلمته الأزلي الذي صار إنسانًا بلا خطية وحده، من يختفي فيه يحمل برَّه، فيتبرر أمام الرب. يقول الرسول: "ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرًا وقداسة وفداء" (1 كو 30:1)، "وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق" (أف 24:4). * انظروا كيف يعترف أيوب أيضًا بخطاياه (9: 2-3، 19-20، 30؛ 13: 26-5:14، 16:14، 17). يقول أنه متأكد أنه لا يوجد بار أمام الرب. هكذا هو متأكد من هذا أيضًا أننا إن قلنا إننا بلا خطية، فالحق ليس فينا. بينما يقدم الله شهادة سامية عن برِّه بالنسبة لمستوى السلوك البشري، إلا أن أيوب نفسه يعرف الحقيقة أنها هكذا حيث يقول: كيف يتبرر المائت أمام الرب؟ إن شاء أن يحاجه لا يقدر أن يجيبه". القديس أغسطينوس بطريقة أفضل صحح أيوب كلمات أصحابه الذين أهانوه، محولًا كل ما نطقوا به ضد المصارع في حقدٍ واستخفافٍ نحو أيوب البارع إلى بركة من أجل الله. إن قلت: كيف ذلك؟ تعلم هذا، فإن بلدد بنية حاقدة في عبارته بدأ بهذه المقدمة: "هل الرب يعوج القضاء أو الصانع كل الأشياء يعكس الحق؟" (8: 3) ماذا يمكن لأيوب أن يقول عن هذا؟ كيف يجيب خصمه محولًا بطريقة عجيبة ما قد عني به أن يصرعه؟ لنصغ، "فأجاب أيوب وقال: "صحيح قد عرفت أنه كذا. فكيف يتبرر الإنسان المائت عند الرب؟" [1-2]. لماذا تهين أيوب كمن هو ليس ببارٍ؟ الأب هيسيخيوس الأورشليمي فاعل عظائم لا تُفحص، وعجائب لا تعد، مجيدة وبلا قياس ولا عدد. إن مرّ عليّ لا أراه، وإن اجتاز بي فلا أدرك كيف؟" (أي 2:9-11) LXX. كم كان بوقه أقوى، حينما جعله يهتف بخصوص قدرة الرب! لكن في هذه القوة ينال البار عونًا لا هلاكًا. حقًا بينما تبدو أنها قدرة الرب هي التي توصف، إذا في الحقيقة أسرار فدائنا تُستعلن! القديس أمبروسيوس لذلك فلنتضرع إلى الله، ونسأله ونطلب منه بشعور الاحتياج، أن ينعم علينا بكنز روحه، لكي ما نستطيع أن نسلك في وصاياه كلها بطهارةٍ وبلا لومٍ، ونتمم كل برّ الروح بنقاوة وكمال، بواسطة الكنز السماوي، الذي هو المسيح. القديس مقاريوس الكبير البابا غريغوريوس (الكبير) برّ الله الذي هو عطية النعمة بدون استحقاقات، لا يُعرف بواسطة أولئك الذين يريدون أن يُقيموا برّهم الذاتي، فلا يخضعون لبرّ الله الذي هو المسيح. في هذا البرّ نجد غنى عذوبة الله التي يقول عنها المزمور: "ذوقوا وانظروا ما أعذب الرب" (مز 8:43) . القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هذه الأمور حتى يتبرر الإنسان ويقترب من الله |
تبرير أيوب نفسه أمام الله |
من يقدر أن يتبرر في عيني الله |
كيف يتبرر الإنسان أمام الله؟ |
كيف يتبرر الانسان عند الله ؟ |