"سَمِعْتُم أَنَّه قيل: ((لا تَزْنِ)). أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن نظَرَ إلى امرأَةٍ بِشَهْوَة، زَنى بِها في قَلبِه. (متى 5: 27-28). عندما قال موسى في الشَّريعَةَ عن الزنى، أوضح يَسوع انه لا يكفي الابتعاد أو ارتكاب عن الزنى، بل يجب حفظ قلوبنا من الشَهوَة قصد التملك. وهنا اكّد يَسوع أنه إذا كان فعل الزنى خَطيئَة، فالنيَّة في الزنى هي أيضا خَطيئَة (متى 5: 27-30).
ويُعلق القديس أوغسطينوس "إن الخَطيئَة تتم على ثلاث مراحل: إثارتها، التلذّذ بها، ثم إرضائها". إن كانت الشَّريعَةَ قد حرّمت إرضاء الخَطيئَة أي تنفيذها، فإن السيّد المسيح جاء ليقتلع جذورها بمنع الخَطيئَة، وهي في مرحلتها الأولى. إن كانت الخَطيئَة تبدأ بالإثارة خلال النظرة الشرّيرة، ليتقبّلها الفكر ويتلذَّذ بها ثم تدخل إلى الإرضاء بالتنفيذ العملي، فإنه يسهل على المؤمن أن يواجهها في مرحلتها الأولى قبل أن يكون لها موضع في الذهن أو لذّة خلال الممارسة للخطأ.