منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 02 - 2023, 11:59 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

في اهتمامه بنفسية كالإنسان جاء يترفق بالمطرودين





اهتم الله منذ بدء خلقة الإنسان أن يهبه نموًا لنفسيته، ليعيش بشخصية سوية، لا يحطمه الشعور بالنقص، إنما على العكس يعتز بنفسه بكونه قد وُهب الكثير من القدرات ولم يُترك في عوز إلى شيء. يذكر سفر التكوين أن الله وهب الإنسان سلطانًا على كل الأرض (تك26:1)، كما وهبه القدرة على التعقل والتفكير مع الحرية، فأعطى آدم أسماء لكل الخليقة دون خبرة سابقة له (تك19:2). عندما سقط موسى النبي تحت هذا الشعور بالنقص وهو في حوالي الثمانين من عمره، إذ أراد التنحي عن العمل القيادي بسبب ثقل لسانه، مرددًا: "استمع أيها السيد، أرسل بيد من ترسل" (خر13:4)، لم يتركه الله يتحطم بهذا الشعور، بل قدم نفسه عونًا له، قائلًا: "أنى أكون معك... وأنا أكون في فمك وأعلمك ما تتكلم به" (خر12:13). إذ شعر بالنقص بسبب ثقل لسانه، تقدم الله نفسه خالق اللسان ليكون في فمه يتكلم فيه! وعندما عانى إرميا من ذات الشعور تدخل الله، قائلًا: "لا تقل إني ولد... لأني أنا أكون معك لأنقذك" (إر7:1،8).


يظهر اهتمام الله بنفسية شعبه بتقديمه المن في البرية لإشباع جسدهم، "والفرح" لإشباع نفوسهم حتى يستطيعون مجابهة المصاعب بنفس متهللة سوية، إذ قيل "أشبعنا بالغداة من رحمتك فنبتهج ونفرح كل أيام حياتنا" (مز14:90).

أما علاجنا النفسي فجاء متكاملًا مع العلاج الروحي بتجسد كلمة الله، إذ صار واحدًا منا، يحمل ذات طبيعتنا، ويشاركنا حياتنا على الأرض. بهذا أعاد الخالق للبشر ثقتهم في أنفسهم وتقديرهم لإنسانيتهم، فأدركوا في كلمة الله المتجسد أنهم ذوو شأن.

حلَّ ابن الله القدير بيننا وفينا، واهبًا إيانا -خلال المعمودية- التبني للآب، فكيف نشعر بعد بالنقص؟

أعطانا الحب كله على الصليب، فماذا يعوزنا بعد؟ يقول الرسول بولس: "الذي لم يشفق على أبنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟!" (رو32:8).
في اهتمامه بنفسية كالإنسان جاء يترفق بالمطرودين والمرذولين من برص ولصوص وزناة وعشارين ومجانين،حقًا إنه يبغض الخطية ولا يطيقها، لكنه يحب الخطاة والمرضى ليشفيهم. رفع أيضًا من نفسية الأطفال والنساء، كأشخاص لهم حقوقهم كأعضاء في الكنيسة على قدم المساواة مع الرجال البالغين، لهم حق العمل لتحقيق أهدافهم بما يناسب قدراتهم ومواهبهم. حين كان صبيًا قال لأمه: "لماذا كنتما تطلبانني؟! ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي؟! (لو49:2) يرى بعض الدارسين في هذه الكلمات ثورة في عالم الطفولة. فالطفل شخص له كيانه وشخصيته ودوره في الحياة. لقد خضع السيد لأمه (لو51:2)، وفي نفس الوقت يحقق رسالته.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يترفق بكل شيءٍ
أراك تخرج لتلتقي بالمطرودين
(عب 5: 2) يترفق بالجهال
‏الثقة كالإنسان
احذروا ما تفعلوه بنفسية الأطفال


الساعة الآن 12:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024