|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نبوة ضد رئيس صور: يرى القديس جيروم أن كلمة "صور" تعني "محنة"، لهذا فإن ما ورد بخصوص رئيس صور أو ملكها إنما قصد به الشيطان بكونه يدفع الناس إلى المحن والتجارب. وقد رأى الكثير من الآباء أن ما ورد في هذا الأصحاح يصف سقطة الشيطان من درجته الملائكية. وجاء ذلك الوصف مطابقًا لما ورد في (إش 14: 12) عن لوسيفر. ويلاحظ في هذا الأصحاح أن رئيس صور أو ملكها وصف كخليقة الله الصالحة، بل الكاملة، لأن الشيطان لم يُخلق شريرًا، إنما هو خليقة الله الصالحة والتي سقطت بسبب الكبرياء بإرادتها الحرة. لقد وصف هكذا: "أنت خاتم الكمال، ملآن حكمة وكامل الجمال. كنت في عدن جنة الله. كل حجر كريم ستارتك عقيق أحمر... أنشأوا فيك صنعة الفصوص وترصيعها يوم خلقت. أنت الكروب المنبسط المظلِّل وأقمتك، على جبل الله المقدس كنت. بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى يوم وجد فيك إثم" [12-15]. لقد كان الشيطان من أكبر الطغمات السمائية وأعظمها، طغمة الكاروبيم الحاملة للعرش الإلهي، الملتهبة نارًا كمركبة نارية إلهية! كان خاتمًا للكمال، لأنه يحمل العرش، مملوءًا حكمة، إذ نعرف أن الكاروب مملوء أعينًا، كامل الجمال إذ يعكس بهاء الله عليه. يتزين بكل حجر كريم، إذ لم ينقصه الله شيئًا، يظلل بأجنحته على جبل الله المقدس، حيثما وجد إنما يعلن عن وجود الله الذي يقدس كل شيء. كان يتمشى بين حجارة نار علامة الحضرة الإلهية النارية. خلق بلا عيب كاملًا في كل طرقه. واضح أن الحديث هنا لا ينطبق على الإنسان أكمل خليقة الله على الأرض ولا على أي طغمة سماوية بل على أعظم الطغمات وأسماها... يقول العلامة ترتليان: [إن عدنا إلى نبوة حزقيال نجد أن هذا الملاك كان صالحًا بخلقته لكنه فسد باختياره. فإنه في شخص ملك صور قيل عن الشيطان: "أنت خاتم الكمال... إلخ"، وواضح أن هذا الوصف [11-16] إنما يخص عصيان الملاك لا رئيس صور، فإنه ليس من بين الكائنات البشرية من ولد في فردوس الله، حتى آدم نفسه إنما نقل إليه، وليس من هو كاروب يوضع على جبل الله المقدس، أي في أعالي السموات إلا ذاك الذي شهد عنه الرب أنه من هناك سقط (لو 10: 18)]. يتحدث العلامة أوريجانوس الإسكندري عن الشيطان وملائكته كخليقة صالحة أخطأت بإرادتها قائلًا: [الذين يقولون إن الشيطان ليس خليقة الله مخطئون. فبقدر ما هو شيطان ليس خليقة الله، أما الكائن نفسه (كمخلوق) فهو خليقة الله. وذلك كالقول بأن القاتل ليس خليقة الله، لكنه كإنسان هو خليقة الله]. ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: [لم يخطئ (الشيطان) عن إلزام كأن فيه نزوعًا طبيعيًا للخطيئة، وإلا ارتدت علة الخطيئة إلى خالقه أيضًا. إنما هو مخلوق صالح وبإرادته الحرة صار إبليسًا، فتقبَّل الاسم من خلال عمله. كان رئيس ملائكة، لكنه دعي "إبليسًا" بسبب أضاليله. كان خادمًا لله صالحًا، فصار شيطانًا بحق. لأن "الشيطان" يعني "الخصم". هذا التعليم ليس من عندياتي إنما هو تعليم حزقيال النبي الموحى به، إذ رفع مرثاة عليه قائلًا: "كنت خاتم صورة الله، تاج البهاء، ولدت في الفردوس"، ثم يعود فيقول: "سلكت كاملًا في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم". بحق قال: "حتى وجد فيك إثم"، إذ لم يأته الإثم من الخارج بل هو جلبه على نفسه. وللحال أشار إلى السبب، قائلًا: "قد ارتفع قلبك لبهائك. بسبب كثرة خطاياك طعنت فطرحت إلى الأرض". هذا القول يتفق مع قول الرب في الإنجيل: "رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو 10: 18)]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حزقيال النبي | نبوة عن جبال إسرائيل |
حزقيال النبي | نبوة ضد جبل سعير |
حزقيال النبي | نبوة ضد صيدون |
حزقيال النبي | دينونة رئيس صور |
هل نبوة حزقيال عن ياتي الذي له الحكم هي عن رسول الاسلام ؟ حزقيال 21 |