رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي! "فَتَقَدَّمَ كَاتِبٌ وَقَالَ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي" ( متى 8: 19 ) كان من المستحيل على أي واحد أن يقول للمسيح قبل الصليب: "أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي"، ولا حتى الرسول بطرس ( يو 13: 36 -38). كان أجدر بذلك الرجل أن يقول للمسيح ما معناه: "يا سيدي لقد ملكت عقلي ولبي. وأنا أشتهي أن أكون تلميذك. فعلمني أن أعمل رضاك، وساعدني لأسير خلفك حيثما تريدني أن أذهب. اجذبني وراءك فنجري. وأمسك يدي وقدني كما تشاء، إلى نهاية حياتي يا سيدي". لكن صاحبنا ظن في نفسه القدرة، فسقط مع أول امتحان. ومن إجابة المسيح يمكننا أن نفهم أنه ربما كانت لدى ذلك الرجل مطامع زمنية من وراء إتِّباع الرب. أ ليس المسيح هو المعلم العظيم، وهو صاحب المعجزات العظيمة التي بهرت الناس؟ إن إتِّباعه للمسيح سيجعله ذا شأن عظيم. فكانت إجابة المسيح تعني أنه إن كنت تريد إتِّباعي، طمعًا في مغنم دنيوي، فلقد أخطأت الطريق؛ فأنا ليس أمامي الآن سوى التعب والضنك، وفي النهاية الصلب والموت. صحيح سيأتي الوقت الذي سيملك فيه المسيح، وكل من صبر معه سيملك معه ( 2تي 2: 12 ). لكن هذا الوقت لم يحن بعد. فأولاً "الآلاَم الَّتِي لِلْمَسِيحِ"، ثم يلي ذلك "الأَمْجَاد الَّتِي بَعْدَهَا". وأما ذلك الكاتب فيشبه ذلك الغر الذي شاهد الجنود في استعراض عسكري، وأُعجب بزيهم ومشيتهم، فأراد لأجل ذلك الانضمام إلى صفوفهم، ولم يدرِ شيئًا عن تدريباتهم الشاقة، ومعاركهم الشرسة، وفي كثير من الأحيان قبورهم المجهولة! لذلك كان العرفاء في شعب إسرائيل قديمًا ينادون قبل الخروج للحرب بأن الخائف يرجع، وأن المشغول بأمور الدنيا، من كَرْمٍ وبيت وعروس، ليرجع (تث20). فالحرب تحتاج إلى رجال مكرسين وموحدي الفكر والهدف. وعلى من يحارب أن يحسب النفقة. وما زال إلى اليوم كثيرون يتبعون المسيح، ليس حبًا فيه، بل حبًا فيما ينالونه من ورائه. إنهم في ظاهر الأمر يخدمون المسيح، وأما في باطنهم فهم يستخدمونه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|