أريد أن أتعلم!
إن فهمنا الجنس في مفهومه الواسع الذي لا يقف عند العلاقات الجسدية، فمن أين يتلقن الشباب التعليم الصادق للجنس: من وسائل الإعلام، أم من المدرسة، أم من البيت؟!
يرى البعض أن وسائل الإعلام -خاصة في البلاد المتقدمة- غالبًا ما تصور العلاقات بين الجنسين من المراهقين بلا التزام ولا ضابط كحياة مفرحة ومبهجة دون الكشف عن نتائجها الخطيرة على حياة الأشخاص أنفسهم والجماعة.
نقص التعليم الجنسي سواء في المنزل أو المدرسة أو الكنيسة، إذ يشتكي المراهقون بأن غالبيتهم تعلموا عن الجنس بطريقة خاطئة من أصدقائهم المراهقين الذين بلا خبرة.
يرى بعض الدارسين أن المدارس الأمريكية قد اهتمت بالتعليم الخاص بالجنس، لكن غالبًا من الجانب البيولوجى والوظيفي دون مراعاة الجانب الروحي وأيضًا الأخلاقي. لهذا يتعرف الشباب على الجنس وممارسته دون إنجاب أو مع الحذر من انتقال الأمراض الجنسية، دون مساندتهم على التمتع بالحياة الطاهرة المقدسة. ومع هذا نجد أن عدد الفتيات اللواتي يحمل في أمريكا (قبل الزواج) أكثر من مليون في العام، وقد بلغت عمليات الإجهاض بينهن حوالي النصف مليون في السنة الواحدة.
عدم إدراك الوالدين -وبالتالي أولادهم- لمفهوم النضوج الحقيقي. غالبًا ما يلجأ الوالدان إلى التطرف، فيتجاهل البعض نمو أولادهم، إذ يريدونهم أطفالًا صغارًا لا يحملون أية مسئولية، يكتمون حياتهم، ويغلقون على نموهم الفكري والإنساني، أو بالعكس يظنون فيهم النضوج الكامل المفاجئ، فيتركون لهم الحبل على الغارب ويُحملُّونهم مسئوليات فوق طاقتهم، وأحيانًا يدفعونهم إلى ترك المنزل في سن مبكر لبدء حياتهم العمليةفي كلا الحالتين غالبًا ما يجد الشباب ملجأهم في ممارسة الجنس للهروب من مشاكلهم ولإشباع حاجاتهم النفسية بطريقة مؤقتة.
فالفئة الأولى حيث يُحرم الأبناء من حريتهم يجدون في ممارستهم الجنس بطريقة خاطئة ما يؤكد لأنفسهم ثورتهم ضد الأسرة التي تريد حبس أولادها في نطاق الطفولة، متجاهلة شخصياتهم المستقلة ونموهم، وكأنهم بممارستهم للجنس يحققون الرجولة أو الأنوثة الناضجة. أما الفئة الثانية فتجد ملجأها في تكوين صداقات من ذات السن من الجنسين، غالبًا ما تمارس الجنس في إباحية بلا ضابط وربما تتعاطى المخدرات.