لقد أمره الرب أن يصفق بيده ويضرب الأرض برجليه كالطفل المتمرّمرّ الذي لا حول له ولا قوة، متأوهًا على كل رجاساتهم، خاصة وقد بدأ ثمر الشر يحل بهم من قتل بالسيف وجوع ووبأ. وكأن الغضب الإلهي حل عليهم فهاج الناس عليهم، وأعلنت الأرض سخطها وأيضًا كل الطبيعة وسيكون التأديب أكثر شدة حيث المواضع المستخدمة للعبادة الوثنية: التلال العالية ورؤوس الجبال وتحت ظلال الأشجار وبالذات البلوطة... حيث كانوا يقربون "رائحة سرورهملكل أصنامهم" [13] فصارت رائحة الموت لهم!
لقد أعلن أن الخراب يدب في الأرض من القفر (البرية) إلى دبلة. ويرىالبعضأنها بلدة في موضع دبل الحديثة شمال الجليل، لكن الرأي السائد أنها ربلة وهي مدينة في أرض حماة (2 مل 23: 33، 25: 20-21) وكأنه بقوله: "من القفر إلى دبلة" يعني من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. وربما أراد أن يعلن مرارة ما يحدث لهم في شخص ملكهم، فعندما ألقى القبض على صدقيا بعد هروبه من أورشليم أُتيَ به إلى نبوخذنصَّر الذي كان في ربلة، فقلع عينيه وقيده في سلاسل ليرسله إلى بابل (2 مل 25: 6 الخ، إر 39: 5-7، 25: 9-11).