يُقَدِّم لنا كلمة الله المتجسد مفهومًا للخضوع والطاعة للوالدين عمليًا. الالتزام بالخضوع ليس طاعة عمياء بلا فهمٍ ولا حكمةٍ بل بحُبٍ صادقٍ. فمع شهادة لوقا البشير أن ربنا يسوع كان خاضعًا لهما (لو ٢: ٥١)، أبرز الإنجيل مفهوم الخضوع عمليًا بالآتي:
التزام الوالدين بمساندة أطفالهما في تحقيق خطة الله في حياتهم. هذا ما فعلاه حين كان يتحدث مع المُعَلِّمين في الهيكل وهو في الثانية عشرة من عمره (لو ٢: ٤٩).
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن خضوع السيد المسيح لأمه لم يعقه عن إتمام رسالته، فقد قبل الصليب بإرادته وبمسرة (عب 12: 2) وإن كان قد اجتاز في نفسها سيف (لو 2: 35) بسبب آلامه وموته. هكذا يُقَدِّم الربّ للوالدين كما للأبناء علاقة الحب المتبادلة وإن كانت من القلب لكنها ليست على حساب تحقيق رسالة الله للأبناء.