|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصعود إلى الجلجال... كلم الرب يشوع أن يأمر الكهنة حاملي تابوت العهد أن يصعدوا الأردن بعد أن أطمأن أن جميع الشعب قد صعد أمامه، وعندئذ رجعت مياه الأردن إلى مكانها وجرت إلى كل شطوطه، وكان صعود الشعب من الأردن ليحلوا في الجلجال في اليوم العاشر في الشهر الأول، وهنا نلاحظ الآتي: أولًا: أن الشعب قد صعد من الأردن إلى أرض الموعد في نفس الموعد الذي فيه اقتنى كل واحد شاه لتقديمها ذبيحة فصح للعبور (خر 12: 3). وكأنه في اليوم الذي كانوا فيه يحتفلون بسر الفصح هو بعينه الذي فيه يتحقق صعودهم من الأردن لتطأ أقدامهم أرض الموعد؛ وكأن صعودهم إلى الميراث إنما يتحقق خلال الفصح، أي سر الصليب, فلا نصرة لنا ولا ميراث لنا خارج دائرة الصليب! هذا وأن اليوم الذي فيه بدأ التحرك بالخروج من العبودية هو بعينه اليوم الذي فيه بدأ التحرك بالدخول إلى الحرية، وكأن الخروج والدخول يمثلان عملًا واحدًا متكاملًا لا يفصل بينهما زمن. ففي الصليب كما في المعمودية أنطلق من عبودية فرعون الحقيقي لأدخل إلى حرية مجد أولاد الله في يشوع الحق؛ أخلع بالروح القدس الإنسان القديم بأعماله الشريرة التي ربطتني كل زمانيّ لألبس بالروح القدس الإنسان الجديد بطبيعته المقدسة في المسيح يسوع لأكمل أيام غربتي حرًا في الرب! ثانيًا: تحقق ذلك أي الصعود إلى أرض الميراث في العاشر من الشهر الأول، ولما كان الشهر الأول يُشير إلى بداية سنة جديدة، فإن هذا الصعود يُشير إلى الدخول في الحياة الجديدة خلال تمتعنا بالإنسان الجديد الداخلي لنحيا بفكر المسيح (في 2: 5) ونحمل سماته فينا. أما رقم 10 فيُشير إلى الكمال الزمني كما يُشير إلى الوصايا العشر، وكأننا ندخل إلى الميراث في كماله حين نكمل جهادنا على الأرض ونعلن بالمسيح يسوع متمم الوصايا أننا غير كاسرين للناموس... حقًا كنا قبلًا كاسرين الناموس، لكننا في المسيح يسوع الذي صار تحت الناموس (غل 4: 4) من أجلنا، صرنا غير كاسرين له. بالحياة الجديدة (الشهر الأول) نرتفع من تحت الناموس إلى فوق الناموس لنحيا في برّ الله بروحه القدوس! ثالثًا: لقد دعى أول معسكر للشعب بعد عبورهم الأردن ودخولهم كنعان بالجلجال أي "متدحرج" أو "دائرة"، وجاء هذا الاسم يعلن عن دحرجة عار العبودية القديم (يش 5: 9). فمع أنهم انطلقوا من عبودية فرعون منذ حواليّ 40 عامًا لكنه لم يُنزع عنهم عار العبودية إلاَّ بوطأة أقدامهم أرض الجلجال (في كنعان)، وكأنه لا ينزع عنا عار الخطية إلاَّ بدخولنا "دائرة الأبدية"وتمتعنا بعربون الميراث الأبدي في داخلنا. في حديث الله عن أعماله مع شعبه يتحدث عن تحريرهم من أرض العبودية والانطلاق بهم إلى الجلجال (في 6: 5) وكأنها آخر موضع يستقر فيه الشعب، مع أنه من الجانب الجغرافي هي أول موقع داخل كنعان استقروا فيه... فبنوالهم الجلجال حسبهم الله كأنهم تمتعوا بكل كنعان. وللجلجال ذكريات كثيرة تكشف عن أعمال الله معهم في هذه الأرض الجديدة، منها: أ. كان الجلجال مركز عمليات يشوع، فيه أقام الاثني عشر حجرًا تذكاريًا (يش 4: 19)، وفيه اختتن الشعب ثانية (يش 5: 9)... وهكذا إذ نعبر إلى الحياة السماوية (الدائرة) يتسلم يسوعنا حياتنا ويدبر كل أمورنا حتى يكمل انتصارنا به. ب. يظهر الجلجال كموضع مقدس حتى أيام صموئيل (1 صم 7: 6)، فيه أُقيم شاول ملكًا (1 صم 10: 8، 11: 14 إلخ)، وغالبًا ما كان به هيكل. هكذا يصير قلبنا الجلجال الحق الذي يقدسه روح الله، فيجعل منه هيكلًا له، ويقيمنا ملوكًا متحدين بملك الملوك، لنا سلطان روحي على قوات الظلمة (الشياطين) وكل أعمالهم. ج. كان الجلجال أيضًا مركز لعمليات شاول الحربية ضد الأمم خاصة عماليق... فحينما يتقدس القلب يتحول إلى موقع حربي روحي ضد الشر والخطية، لحساب الله! أخيرًا هناك أحداث كثيرة حدثت في الجلجال، فإليه ذهب رجال يهوذا لمقابلة داود عندما رجع من جلعاد (2 صم 19: 16)... وللأسف تحول هذا الموضع فيما بعد كمركز للعبادة الوثنية أيام الملوك الذين تولوا الحكم بعد يربعام، فهجاه الأنبياء ولعنوه (هو 4: 15، 9: 15؛ 12: 11؛ عا 4: 4؛ 5: 5). يحتمل أن تكون هي بيت الجلجال المُشار إليه بعد السبي (نح 12: 29). أما موقع الجلجال فغير معروف بدقة، يرى البعض أنه قرابة النتلة (خرابة الأثلة) بجوار بركة جلجولة على بعد حوالي ثلاثة أميال وعن جنوب شرق عين السلطان، ويقترح آخرون أنها خرابة مفجير على بعد ميل وربع شمال شرق أريحا القديمة (عين سلطان) . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أبعاد عيد الصعود تنبع روحانية الصعود متكاملة |
تأملات روحية عميقة عن عيد الصعود † عيد الصعود |
الخلخال |
الخلخال |
الجلجال |