كثيرون يتطلعون إلى يونان مجرد نبي هارب من وجه الرب، الأمر الذي لا يستطيع أحد أن يتجاهله، لكنهم يتجاهلون موقفه بكونه النبي الوحيد الذي أرسله الرب قديمًا للكرازة في بلد أممي، نينوى عاصمة أشور. وإذ أدرك بروح النبوة أن خلاص الأمم يتحقق خلال رفض إسرائيل للإيمان لم يحتمل يونان هذه الإرسالية، هاربًا من الخدمة، ليس كراهية في الأمم وإنما خوفًا من خاصته. لعله أدرك خلال ظلال النبوة ما أعلنه الرسول بولس عن إسرائيل: "بزلتهم صار الخلاص للأمم... كانت زلتهم غنى للعالم" (رو 11: 11، 12).