هؤلاء صُدموا صدمة كبيرة فيما حدث؛ وهذا النوع ظهر بكثافة في الأوساط والدول التي كانت تثق في قدراتها وإمكانياتها، ولا تتخيل في يوم من الأيام أن فيروس صغير لا يُرى بالعين المجردة يمكن أن يفعل بالبشرية كلها كل هذا. مثل هؤلاء لم يكونوا يتصورون يومًا أن حياتهم ستنقلب رأسًا على عقب في خلال أيام قليلة. ودون سابق إنذار. وما زاد من صدمتهم، ورعبهم؛ سقوط قتلى بأعداد غفيرة في أيام قليلة.
ومن هؤلاء نتعلم ألا نثق يومًا في الإنسان الضعيف، المسكين، المحدود. بل علينا أن نضع كل الثقة في إلهنا العظيم. القادر على كل شيء دون سواه. فبكل أسف، ثقة الإنسان الزائدة في نفسه، وفي ما وصل إليه من تكنولوجيا وتقدُّم مُبهر؛ جعلته يمتلئ كبرياءً وغرورًا يفوق الوصف، حتى صار يتباهى بإنكار وجود الله. وأصبح كل همه أن يُشبع رغباته، وشهواته. ساخرًا من كل من يؤمنون بالإله العظيم صاحب السلطان. لكننا اليوم نعود بكل الشكر والسجود والإكرام لمن قال لنا يومًا: «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (متىظ¥: ظ£).