مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ ويمْضِي إِلَيْهِ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ ..
أَقْرِضْنِي .. فَيُجِيبَ .. لاَ تُزْعِجْنِي
( لوقا 11: 5 - 7)
في الآيات السابقة قدَّم السيِّد نفسه نموذجًا حيًا للصلاة مما دفع تلاميذه أن يسألوه علِّمنا أن نصلي. فعلَّمهم قائلاً: «فصلُّوا أنتم هكذا ..» ثم ها هو هنا يعلِّمهم اللجاجة. ليس لأنه يستجيب لكثرة الكلام، وإنما حين نُطيل صلواتنا، فنحن نطيل فترة صِلتنا بالله، ونصل إلى حالة فيها لا نكف عن الصلاة، بل نظل في صِلة مع الله حتى ونحن في أعمالنا، وفي الشارع وفي كل مكان.
«صلوا بلا انقطاع» ( 1تس 17: 5 ). والصلاة بلجاجة تحمل معنى الإيمان والثقة في استجابة الله، أما ترك الصلاة بيأس فيحمل معنى عدم الثقة في الله وهذا مما يُحزن الله. ويجب أن نعلم أن الله كثيرًا ما يؤجل الاستجابة بسبب عدم استعدادنا لقبول البركة. ولنعلم أن الصلاة بلجاجة وإيمان تعطينا هذا الاستعداد، بل تغير طبيعتنا تمامًا.