|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحياة الدينية في دمشق: تأثر السوريون عامة والدمشقيون خاصة بديانات الدول التي احتلتهم. ففي البدء غلبت الديانات الوثنية مع بعض التجمعات السكانية التي آمنت بالديانة اليهودية ومن ثم المسيحية إلى أن اعتنقت الإمبراطورية الرومانية الديانة المسيحية حيث بدأت المسيحية بالإنتشار الواسع. وبعد انقسام الإمبراطورية في القرن السادس للميلاد بقيت الكنيسة تتبع ديانة البيزنطيين الذين ورثوا حكم بلاد الشام. بعد مجيء العرب المسلمين في القرن السابع، بقي معظم السوريين على دياناتهم إذا كانت سماوية كالمسيحية واليهودية، بينما حارب المسلمون الوثنيين حتى قضوا على وجودهم في كافة أنحاء الدولة الإسلامية. سمح المسلمون لأصحاب الديانات المسيحية واليهودية بالبقاء على دينهم بشروط ومنها أن يدفعوا جزية سنوية. بعد إنشقاق الكنيسة في القرن الحادي عشر أصبح غالبية مسيحي سوريا يتبعون التعاليم الأورثوذوكسية التي كانت تعاليم البيزنطيين وعاصمتهم القسطنطينية (اسطنبول اليوم). وظل الأورثوذوكس يشكلون غالبية سكان سوريا إلى أواخر القرن الثالث عشر. حين جاء الفاطميون المسلمون الشيعة في القرن العاشر بدأت حملات التشييع، وازدادت أعداد الشيعة تدريجياً ونشأت الأقليات التي تأثرت بتعاليمهم كالدروز والعلويين إلى أن شكلوا الغالبية العظمى من المسلمين السوريين. وبعد أن جاء المماليك في منتصف القرن الثالث عشر بدأ المذهب السني من الإسلام بالإنتشار حتى اكتسح كل الديانات وساعد على ذلك القوانين الصارمة التي وضعها المماليك والتي حدّدت كثيراً من حرية غير المسلمين. وأصبح الإسلام السني الطائفة الأكثر انتشاراً في دمشق وسوريا وظل كذلك حتى يومنا هذا. في منتصف القرن التاسع عشر شكل المسيحيون 20% من سكان دمشق، غالبيتهم من الروم الأورثوذوكس. وكان هناك أقليات من كافة الطوائف الشرقية والغربية، حتى البروتستانت الذين شرعوا في حملاتهم التبشيرية في بداية القرن. وكان هناك أيضاً أقليات عرقية كالسريان الذين كان يدينون بالمسيحية. وشكل السنّة غالبية مسلمي دمشق مع وجود أقليات من الطوائف الإسلامية الأخرى مثل الدروز، إلى جانب بعض الأقليات العرقية كالكردية التي كانت تدين بالمذهب السني. كانت لدمشق أهمية كبيرة عند المسلمين وخاصة في عهد العثمانيين لأنها كانت مركز تجمع وانطلاق القوافل الذاهبة إلى الحج والقادمة من بلاد ما بين الرافدين ومن الجزء الشمالي للبلاد ومنها قوافل العاصمة اسطنبول. كان حاكم دمشق هو قائد الحج والحجاج. كما أصبحت قلعة دمشق قاعدة عسكرية هامة مزودة بكل الأسلحة والجنود لتأمين سلامة الحجاج وعادة ما تختار السلطنة خيرة ضباطها ليتولوا القيادة هناك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|