شعر بطرس بالارتباك والحيرة، فذهب نحو الدهليز، فرأته جارية أخرى من جواري رئيس الكهنة. فتحرك بطرس إلى الدار، وكان يراقب من بعيد ما يجري في قاعة المحاكمة للرب. أخيرًا وهو قلق وجد الخدام يستدفئون أمام النار، فجلس بينهم يستدفئ. لقد كان الطقس باردًا لكن كانت توجد أيضًا برودة روحية في قلب بطرس، وأراد أن يُخفي نفسه وسط هذا التجمع من الخدام والعبيد، فنظرت إليه الجارية وقالت: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ! فَأَنْكَرَ قَائِلاً: لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ! فقالت للحاضرين: وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ! فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ: إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ! وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضًا، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ! فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!».