في دالة الصداقة الفائقة القائمة بين الله وإبرام، إذ نال الأخير وعدًا آمن فحسب له برًا، لكنه طلب علامة، قائلًا: "أيها السيد الرب بماذا أعلم أني أرثها؟" [8]. لم يكن طلب العلامة يحمل شيئًا من التشكك في مواعيد الله، إنما يحمل علامة انفتاح قلب لإبرام ووجود دالة بينه وبين الله. وقد جاءت العلامة تكشف لنا "سر الكنيسة الخارجة من صلب إبرام". فإن كان الله قد وعده بنسل من صلبه كنجوم السماء لا تعد، الآن يكشف له عن هذا النسل الذي يصير كنيسة مقدسة للرب تضم أعضاءها من نسل إبراهيم من أهل الختان كما من أهل الأمم.
في اختصار طالبه الرب أن يشق عجلة سنها ثلاث سنوات وعنزة وكبشًا في ذات السن، ويضع كل شق مقابل الآخر، ويذبح يمامة وحمامة دون أن يشقهما... وإذ جاءت الجوارح على الجثث كان إبرام يزجرها. وعند الغروب وقع إبرام في سبات، وصار في رعبة مظلمة، وقيل أن نسله يُستعبد في أرض غريبة لمدة أربعمائة سنة... ثم غابت الشمس فصارت العتمة، وإذا تنور ومصباح نار يجوز بين تلك القطع.