رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا تواضروس الثانى كيف إذًا تكون بيوتنا وأسرنا مقدسة؟ (1) الحب الحب قدمه الله لنا كبشر «لأنَّهُ لَمْ يُرسِلِ اللهُ ابنَهُ إلَى العالَمِ ليَدينَ العالَمَ، بل ليَخلُصَ بهِ العالَمُ» (يوحَنا 3: 17). حين يتزوج الإنسان وينجب فإنه يأخذ من حب المسيح ويقدم في أسرته، وهذا الحب ليس بالكلام فقط. كلمة حب من حرفين: "الحاء" حياة و"الباء" بقاء، فبقاء الحياة يكون من خلال الحب الحقيقي الذي يضعه الله في قلوبنا. الحب عاطفة مهمة جدًا، والعاطفة نعمة من عند ربنا. الأسرة كيان الحب. وإذا أحببتم أبناءكم وبناتكم حبًا صحيحًا سيكبرون وهم يعرفون الله، لكن إذا غاب الحب، وعاملتم أبناءكم بقسوة، سيتكوّن عند الولد والبنت صورة سيئة عن الله. يقول الكتاب إن «النفس الشبعانة تدوس العسل» (أمثال 27: 7)، النفس الشبعانة من الحب في البيت، فمهما كانت الإغراءات لا يمكن أن يقع الأبناء. البيت الصحيح يُبنى على حب الله، ويشبع أفراده من الحب داخل البيت. إن مسئولية الأب هي أن يحتوي زوجته وأولاده.الحب أيها الأحباء يعني أن أسامح الآخر متى أخطأ في حقي، سواء شريك الحياة أو الأبناء. كما يعني الحب أن أنسى الإساءة؛ هذا هو حب المسيح الذي سامحنا على الصليب رغم خطايانا وضعفاتنا، ولا يعيّر أي إنسان (مثلما فعل مع السامرية وزكا). أظهروا الحب بوضوح لأولادكم، لكي تعيشوا فرحين ويعيشوا طفولتهم طفولة حب وطفولة فرح. من الأشياء المهمة جدًا لتوصيل الحب هي العناق، عانقوا أولادكم، لكي يشبعوا من عاطفة الحب، فالعناق يوصل لهم رسالة مباشرة أن لهم قيمة كبيرة عندنا، وأننا نفرح بهم. (2) الحوار الحوار مكمّل للحب. أكثر ما يتمتع به الإنسان أن يتكلم مع من يحبهم، لأن الانسان كائن ناطق، أعطاه الله نعمة الكلام لكي ينقل الأفكار والمشاعر. ما هي نوعية كلامك مع أسرتك؟ هل تخصص وقتًا للكلام مع الأسرة؟ يجب أن يكون هناك حوار بين أفراد الأسرة على الأقل نصف ساعة يوميًا، دون الانشغال بالموبايل أو المشاكل أو المتاعب. عندما نتحاور نعرف بعضنا البعض أكثر. علّم أولادك الحوار وكيف يعتذرون متى أخطأوا. الحوار بين الكبار والصغار يقوم على الحب. مشكلتنا أن الناس قد تدخل في الحوار كأنها في شجار! يوجد حوار ويوجد شجار ويوجد جدار، أي أنني اتكلم والآخر لا يجيب! نقرأ في الانجيل: «هلموا نتحاجج يقول الرب» (إشعياء 1: 18). الرجال بطبعهم قليلو الكلام، والنساء بالعكس. الرجل لا يحب التفاصيل، والمرأة تستفيض فيها. هذا الاختلاف طبيعي لذا يجب أن يتفهّم أحدهما الأخر. تعلموا أن تسمعوا أولادكم أيضًا ولا تقاطعوهم، بل احترموا مشاعرهم. الحوار يبدأ بالحب، وينمو بالحب، ويكمل بالحب. إذا كنت زوجًا أو زوجة، أو ابنًا أو ابنه، كبيرًا أو صغيرًا، تحتاج أن تهتم بالآخر، وتقول له كلمة تشجيع، دعاء، كلمة طيبة... كلنا نحتاج لهذا. (3) الحرية الحرية لا تعني الانفلات والفوضى. لا بد من وجود هامش من الحرية في بيوتنا. مهما فعل ابنك أو ابنتك، احتضنهم لكي تحافظ عليهم. أعطهم بعض الحرية. علموا أبناءكم أن يكون لهم شخصية في المجتمع الذي سيعيشون فيه، قادرين على التعبير عن أنفسهم، ولهم قدرة على الاختيار، فحين يكبرون يستطيعون اتخاذ القرارات الصحيحة. الحرية مرتبطة بالوصية التي نعيشها، وبالقانون المدني في المكان الذي تعيش فيه. عندما تضيّقون على أبنائكم تكون النتيجة أنهم يخفون عنكم أمورهم الخاصة، وتكون النتيجة أنهم يقعون في أخطاء متعددة قد تتطور حتى ترك المنزل. أنتم السبب إذا لم تعرفوا كآباء وأمهات كيف تحتوون وتحتضنون أبناءكم.الحرية تعني احترام الآخر حتى ولو أخطأ. الحرية معناها الإرشاد، أرشد ابنك للصواب. الحرية معناها أن الإنسان يتصرف بإيجابية. الحرية معناها الاهتمام. الحرية احترام، إرشاد، إيجابية، اهتمام. علموا أولادكم أن يختاروا الملابس الوقورة والمناسبة للمكان، فثياب اللعب تختلف عن ملابس القداس، عن المصيف عن البيت... علموهم ألا ينساقوا وراء كل شيء جديد بل أن يفعلوا الصواب. أشياء كثيرة في التربية لا بد أن ننتبه لها ولنتذكر قول الكتاب: «كل الاشياء تحل لي، ولكن لا يتسلط عليّ شيء» (1كورنثوس 6: 12).الحب والحوار والحرية هي معالم أن أسرتك مقدسة وعائلة مباركة. الله يبارك كل بيت وكل أسرة. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يارب بيوتنا تكون مكان مريح ليك |
كيف إذًا تكون بيوتنا وأسرنا مقدسة - الحرية |
كيف إذًا تكون بيوتنا وأسرنا مقدسة -الحوار |
كيف إذًا تكون بيوتنا وأسرنا مقدسة - الحب |
كيف تكون بيوتنا كنائس - الأنبا موسى |