لا بأس، فحياتنا كلّها صليب من ورائه نور القيامة، ولا بدّ لنا من أن نتمرّس على الامّحاء حتّى لا يعودَ التجاهلُ خشبةً ثقيلةً على أكتافنا، بل يغدوَ قوّة دفعٍ لنا نحو قلبِ فادينا وأبيه ... ولهذا كلّه، علينا أن نطلب دائمًا الروح القدس فهو يُنيرنا لأنّه الروح الذي يقدّس الكنيسة ويدافع عنها، إنّه المعزّي، روح الحقّ الحاضر في كلّ مكان، ويسوع قال لنا عنه إنّه "يُعلّمكم لا بل يذكّركم بكلّ ما قلته لكم، كلامي روح وحياة..." والمقصود أنّ الروح القدس يأتي ليُخلّص، ويشفي، ويُعلّم ويُقّوم المعوجّ ويُقوّي ويعزّي وينير النفس، فينقلنا من حالة الظلمة إلى النور، ومن ثقل الهموم والمتاعب إلى الراحة السعيدة واللذيذة ويمنحنا النعمة والغفران.