مريم المجدلية مثال لإعلان الإيمان
إيمان حي كأمواج البحر أثناء العاصفة، تقلب حياتِنا ووجودنا في هذا العالم المضطرب بالهموم والصعوبات والمشاكل وتغيّر له مساره، وتمنعنا من البقاء منعزلين عن بعضنا، بل تدفعنا لكي نعلن أن الرب حي وهو بيننا. وهكذا أصبحت تلك المرأة، التي كانت فريسة الشرير قبل أن تلتقي بيسوع، تلميذة جديدة ورجاء كبير.
لتتأمل حياتها وتوبتها كي نعيش نحن أيضًا هذه الخبرة: أن نسمع، عند ساعة البكاء والتنهدات، يسوع يدعونا بإسمنا فننطلق بقلوبنا المملوءة فرحًا لنعلن نحن أيضًا قائلين: "قد رأيتُ الرَّبّ!". لقد تغيّرت حياتي لأنني رأيت الرب، وأنا الآن شخص مختلف كليًا عن الماضي، أنا شخص آخر. لقد تغيّرتُ لأنني رأيت الرب! هذه هي قوّتنا وهذا هو رجاؤنا.
هناك التباسات عديدة حول حياة القديسة مريم المجدليّة التي يصفها القديس توما الأكويني بـ"رسولة الرسل"، فالتقليد غالبًا ما اعتبرها زانية لأنّه –وكما يكتب الكاردينال جانفرانكو رافازي رئيس المجلس البابوي للثقافة– وفي الفصل السابع من إنجيله يخبر القديس لوقا عن توبة إمرأة خاطئة كانت في المَدينة، فجاءَت ومعَها قاروةُ طِيبٍ ، ووَقَفَت مِنْ خَلْفُ عِندَ رِجْلَيه وهيَ تَبْكي، وجَعَلَت تَبُلُّ قَدَمَيه بِالدُّموع، وتَمسَحُهُما بِشَعْرِ رَأسِها، وتُقَبِّلُ قَدَمَيه وتَدهُنُهما بِالطِّيب. ولكن هناك التباس آخر يشرح الكاردينال رفازي لأنّه وبحسب الإنجيلي يوحنا فإن مريم اخت مرتا ولعازر قد دهنت أيضاً بالطيب رجلي يسوع. وبالتالي هناك بعض التقاليد الشعبية التي تعتبر أن مريم المجدلية هي مريم من بيت عنيا بعد أن تمَّ الخلط بينها وبين المرأة الزانية في الجليل.