الصليب قبل المسيح كان يرمز إلى العار وإلى الألم، لكن مع المسيح أصبح يرمز قبل كل شيء إلى المحبة والتضحية والعطاء. إن دعوة يسوع المتطلبة لحمل صليبه وراءه، هي بالأساس إحدى متطلبات الحُب الإنساني نفسه. ومن أحب الله أكثر من نفسه يقدر على حمل الصليب "مَن فَقَدَ حَياتَه في سبيلي يَحفَظُها" (متى 10: 39ب). ولن يقدر على حمل الصليب إلاَّ من أحب الله أكثر من نفسه. ذلك لأن صليب المسيح هو مرتبط بأعظم حُب يمكن أن يصله الإنسان كما قال يسوع: " لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه " (يوحنا 15: 13).