الرجل هو رأس المرأة

[مريم فكرى]

جاء في الإصحاح الخامس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس :
أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة.وهو مخلص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كاجسادهم. من يحب أمرأته يحب نفسه. فانه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضا للكنيسة. لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الأثنان جسدا واحدا. هذا السر عظيم ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة. وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد أمرأته هكذا كنفسه وأما المراة فلتهب رجلها..
نحن نعرف أن الله محبة وهو الذي أحب الإنسان فخلقه على صورته ، والمحبة هي أقوى رباط في هذا الكون ..فهي أقوى من أَقوى من الألم والحزن والموت، وهي أرفع عطايا الله وأقدسها والحبيبان الرجل والمرأة بحاجة إليها ليصبحا أشداء وأقوياء في مواجهة مسؤوليات الحياة وترتيب واجبات الحياة اليومية عندما يشكلان أسرة مسيحية مؤمنة فيسيران معا بقوة المحبة في دروب الحياة..
وأهم ماجاء عن المحبة هو ماقاله بولس الرسول أن "الرجل هو رأس المرأة" نعم في المسيحية يجب أن يكون الرجل هو رأس المرأة ولكن ماذا قصد بولس الرسول بهذا القول ..أو مامعنى العبارة في التعاليم المسيحية
إن الله عندما خلق المرأة سماها أمرأة لأنها من امرء أخذت..وعندما يرتبط الرجل مع المرأة كزوجان يوصيهم بولس الرسول بقوله : ليخضع بعضكم لبعض بمخافة الله،ومخافة الله ليس شيئا أخر غير المحبة وهي تختلف عن الخوف من الله ..لأن هناك فرق بين أن يكون الخضوع بالمحبة والخضوع بالإكراه لأن الخضوع في المحبة تعني التضحية في سبيل أن يحيا الحبيب أم الخضوع بالإكراه فتعني أن يضحي الفرد بالحبيب من أن أجل أن يحيا هو لنفسه.
ولو عدنا إلى جسم المرء الذي أخد منه الضلع لنجد أن الجسم فيه الرأس الذي يقود كل أعضاء الجسم وهو الذي يشرف على عملها من أن أجل أن تحيا وهو الذي يتحمل كل الصدمات من أجل أن لايتسبب أي ضرر في بقية أعضاء الجسم ..وهكذا هو الرجل بالنسبة للمرأة إنه رأس بقدر ما يتحول إلى فاد ومخلص ، وهو ماأكده بولس الرسول عندما تحدث عن العلاقة التي تربط بين السيد المسيح الرأس بالكنيسة الأعضاء بقوله " أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب أمرأته يحب نفسه"
ومحبة الرجال للنساء كأجسادهم تمثل صورة المحبة كالنفس لأن القلب الذي يرمز إلى الحب والحنان والعاطفة وهو جزء من الجسد الذي يخضع لسيطرة الرأس يجعل من المرأة وكأنها جزء من جسم الرجل و لذلك قال "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته ويكون الإثنان جسدا واحدا" و هذا يعبر عن الترابط المتبادل في العطاء بين الجسدين وهكذا نرى كيف أن ما لأحدهما من نعم وميزات هو للآخر أيضاً.. وأن الإثنان يتساويان أمام الله في المحبة وعلى مستوى الخلق والكرامة والحرية والتسامح والعطف ..محققان بإتحادهما صورة الإنسان الذي خلقه الله ذكرا وأنثى ..
ولذلك يقرأ أحد المؤمنين هذا الإصحاح من رسالة بولس الرسول عند الأكليل المقدس بين العروسين ..وبذلك لابد للعريس أن يفتخر بعروسه وهي قلبه وأن تفتخر العروس بعريسها وهو قلبها ..وأن تسير العروس إلى رأسها وهو عريسها ليرتبطان برباط مقدس ليشكلان معا جسد واحدا في الإيمان المقدس في كنيسة الرب يسوع الذي هو رأسها موثقين أرتباطهما برباط المحبة الإلهية بأسم