مار يعقوب السروجى ميمر_189 على الأطفال الذين يموتون

[walaa farouk]

من يبكي على اللؤلؤة التي صعدت من بين امواج البحر فها هي موضوعة في اكليل الملك،؟

من لا يفرح بمن انتصر بدون معركة وهو مظفر بدون حرب ومصفوف مع الظافرين،؟

الطفل بسيط ونقي وطاهر وهو بدون دنس ولا توجد فيه محبة المال ولا الطمع،

ونفسه صافية ويصدّق كل ما يقول له ابوه، ولا يتوق الى المقتنيات ولا الى العمارات،

ويريد اللقط كالطير ولا شيء آخر، وبسذاجته لا يعرف ان يهتم بالغد،

انه يشبه الحمام بالوداعة وبالبساطة، ولا يبيت ابدا في نفسه الغضب او التذمر،

انه صفي ومطمئن وحالما يغضب يتصالح، ولا يوجد حقد يدوم طويلا في القلب الشرير،

حالما يبكي يسهل عليه ان يضحك لو طُلب منه لانه يحتقر الاحزان والافراح،

لا يدخل اليه الهمّ الذي هو مشنقة، ولا الافكار التي تصوغ الشر ضد اقربائها،

الطفل يسمع الكلمة ويصدقها ولا يردّ ولا يعقب ولا يجادل ولا يفحص

جمال الاطفال عظيم ودرجتهم سامية، وعلّم الابنُ رسلَه ان يصعدوا اليها.

من يبكي على من فيه مثل هذا الجمال واخذوه عند الله وجماله موجود فيه،؟

انه طبيعة بهية وصورة عظيمة لم تتوسخ ولم تتلوث ولم تفسد بالشهوات،

مار_يعقوب_السروجى ميمر_189_على_الأطفال_الذين_يموتون