الله حاضر مع الإنسان في كل حال من الأحوال وفي كل زمان ومكان، فهو قريب جداً منه، بل يُمكننا القول أنه أقرب إليه من نفسه، يُتابع مسيرته الطويلة المؤلمة عبر التاريخ وكل الأيام، كما يتابع الأب ابنه، يتابعه بهدوء دون ضجة أو تدخل قسري في حريته، لأنه وهب له من طبيعة ذاته الحرية الذي يحفظها له إذ لا يرغمه على تبعيته، لكنه يلاحظه بعنايه أبوية فائقة، وأحياناً يناديه ويُكلمه في ضميره وإحساسه نداء خافت بهدوء المحبة، وأحياناً بنداء قوي بنخس الضمير لليقظة والانتباه إليه، وأحياناً نداء مصحوب بقوات وعلامات متنوعة، وأحياناً عن طريق الطبيعة والمصنوعات، وهكذا يتعامل ويتكلم معه بطرق كثيرة متنوعة – ليس لها حصر – ليقوده للخلاص والحياة الأبدية !!!