الله طبعاً لا يُستحضر، ولا يأتي بسبب أعمال الإنسان العظيمة والصالحة، ولا يستطيع أحد أن يعمل عمل خاص به يجعل الله يأتي إليه ويحضر ويسكن معه، بل حضوره مبادرة شخصيه منه هوَّ كفعل نعمة مجاني لا يستحقه احد قط، وذلك بسبب محبته الفائقة الإدراك، وهذه المحبة بحر لا حدود له ولا يُدرَك عمقه العميق الفائق، لأن حينما نظن من نشوة المحبة التي نتذوقها في خبرة حضوره الفائق، اننا وصلنا لعمق من نوع خاص تذوقنا فيه حلاوة المجد الإلهي الفائق وتمتعنا بالحضور البهي، فإننا نجد أنفسنا أننا لا نزال في البداية، لأن في الواقع اللاهوتي الفائق، فأن المحبة لا يوجد لها بداية ولا نهاية، لأن البداية والنهاية مقاييس خاصة بكل ما هو منظور في واقع الزمن الحاضر وبكل ما هو محدود فيه.