لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه.
ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه.
تشير عبارة "لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد" الى عدم حمل هموم المستقبل، والواقع "لم يقل لا يُهِمَّكُم أمرُ اليوم" نظراً لضرورة العمل والجهاد من أجل قوتنا، كما جاء في حياة بولس الرسول "ونَحنُ نَعمَلُ في اللَّيلِ والنَّهار لِئَلاَّ نُثَقِّلَ على أَحَدٍ مِنكم" (1 تسالونيقي 2: 9). وأفضل استعداد لإتمام واجبات الغد هو إتمام واجابتنا اليوم. ويسمح الله لنا أن نهتم بالحاضر كيلا نقلق في المستقبل؛ لان المستقبل في يد الله ولا يعلم أحد غيره بكل ما يحدث فيه، فبالأيمان بالله يطمئن القلب بشأن هم المستقبل، ولكن يُنذر يعقوب الرسول الأغنياء الذين يتكلون على أنفسهم دون الله "يا أَيُّها الَّذينَ يَقولون: (سنَذهَبُ اليَومَ أَو غَدًا إِلى هذه المَدينَةِ أَو تِلكَ فنُقيمُ فيها سَنَةً نُتاجِرُ وَنَربَح)، أَنتُم لا تَعلَمونَ ما تكونُ حَياتُكم غَدًا. فإِنَّكم بُخارٌ يَظهَرُ قَليلاً ثمَّ يَزول. هَلاَّ قُلتُم: ِن شاءَ الله، نَعيشُ ونَفعَلُ هذا أَو ذاك!" (يعقوب 4: 13-15)