فإِذا كانَ عُشبُ الحَقْل، وهُوَ يُوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غداً في التَّنُّور،
يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحراهُ بِأَن يُلبِسَكم، يا قَليلي الإيمان!
فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أو ماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟
تشير عبارة "فلا تَهْتَمُّوا" الى طلب يسوع لتلاميذه ان يُبعدوا عنهم كل ريب وخوف وقلق من جهة احتياجاتهم الجسدية.
أمَّا عبارة " فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أو ماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ " فتشير الى أكثر الاحتياجات الأولى التي يسألها اليوم أكثر البشر. وإذاً قلقنا على اكلنا وشربنا ولبسنا، يكون اهتمامنا إهانة لأبينا السماوي وإقراراً منا بضعف ثقتنا به.
والواقع ما ينقص تلميذ المسيح هو الايمان والثقة التامة بالله الذي يعرف ما نحتاج اليه، فيعطينا خبزنا حين نطلب ذلك، بل قبل ان نطلب؛ وهنا يتساءل بولس الرسول " إنَّ الَّذي لم يَضَنَّ بابْنِه نَفسِه، بل أَسلَمَه إِلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا، كَيفَ لا يَهَبُ لَنا معَه كُلَّ شَيء؟" (رومة 8: 32).