إن تجربة يسوع كانت قسما ضروريا من اتضاعه في اجرائه عمل الفداء وجزء من محاربته العظيمة الذي تنبأ الله بها في بدء التكوين " فقالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلحيَّة: أَجعَلُ عَداوةً بَينَكِ وبَينَ المَرأَة وبَينَ نَسْلِكِ ونَسْلِها فهُوَ يَسحَق رأسَكِ وأَنتِ تُصيبينَ عَقِبَه " (التكوين 3: 15).
وبما ان يسوع أتى العالم لكي ينقض اعمال ابليس كما جاء في تعليم يوحنا الرسول " إِنَّما ظَهَرَ ابنُ اللهِ لِيُحبِطَ أَعمالَ إِبْليس" (1يوحنا 3: 8) اقتضى ان يغلبه أولا.
والمسيح بتجربته جعل علاقة متينة بينه وبين شعبه المُجرَّب لأنه فيما هو قد تألم يقدر ان يعيين المُجرَّبين " لأَنَّه قَدِ ابتُلِيَ هو نَفسُه بِالآلام، فهو قادِرٌ على إِغاثَةِ المُبتَلَين" (العبرانيين 2: 18).
وهكذا لم ينجو يسوع من تجربة الشيطان، فقد جرّب الشيطان المسيح نفسه (متى 3: 1-11). وهو يُجرّبنا في كل حين.